نوافذ صغيرة قصص قصيرة جدًا

سامر المعاني

قاص أردني

samermaani6@gmail.com

 

اعتياد

في انتظارٍ موشَّحٍ بالوَهم، انكفأ يلملمُ بَصَرَه في حرقة الدُّموع...‏

ذلك السِّحر باتَ كعطر مُستعار فارغ الحضور، فعادَ محتفظًا بما تبقّى منه، فيما هي ‏تجلسُ على مقعدهما العتيق تغازلُ فستانَها الجديد.‏

 

غريب

كَتَبَ كثيرًا، واستباحَ كلَّ حروف الرَّجاء بحثًا عن ذاتِه المهزومة في رصيف القوافي.‏

لمّا عادَ سألوه: "لماذا أحرقتَ كلّ أوراقك؟".‏

أجابهم: "في الغربة كلُّ القصائد بلا روح".‏

 

الحُبّ الأوَّل

كانت تبتسمُ دومًا حين تراه يختبئ في أحداقها، فكلَّما أرهقتها الدنيا سامَرَها وأنطَقَ ‏ليلها بالذِّكريات.‏

 

على شرفة الأمل

ترتشفُ القهوةَ لتقرأ طالعها، فقد قالت لها عرّافةٌ ذات مرَّة: ‏

‏"النوافذ صغيرة، ‏

لا أراها جيِّدًا... سأقرأها في وقتٍ لاحق". ‏

 

خيبة أمل

كان يزعجُها صوتُها المبحوح وهو يشتكي ظمأ الوصال.‏

وحين التقيا، أدركَتْ أنَّها كانت بحاجة فقط إلى سُكَّر فضّي.‏

 

لقاء

لا تقدِّم يدها لتُصافحَني... ‏

تخافُ أنْ يُشارَ إليها بالحُبّ

مع أنَّها تُصافحُ الجميع.‏

 

وصال

قال لها ذات لقاء: ‏

‏"أنا أكبركِ في الحب بثلاثة أعوام". ‏

فأجابت:‏

‏"قبل ثلاثة أعوام كان قد مضى على حبّي ألف حلم".‏

 

أهْوَج

ركضَ مُسرعًا. ‏

كان يريدُ أنْ يُنقذَ الرَّجل المُسِنّ كي لا يسقُطَ عن الجسر، فتسبَّبَ في حادث راحت بهِ ‏عشرة أنفس.‏

 

فوبيا

كان يخاف المرتفعات، فمكث عمره في الأغوار.‏

 

مُشبعٌ بالنِّسيان

دائمًا يسألونني عن سرِّ جلوسي على ذلك الرصيف، فأغتالُ السُّؤالَ بالصَّمت. ‏

وحين قرَّرتُ الهجرة، قالوا: "يبدو أنَّكَ لم تعُد تشتمّ عبيرَها في ذاك المكان".‏