شعر: شفيق أحمد العطاونة
شاعر أردني
لا زلتَ وحدَك تحمـــلُ الأعباءَ
وتنوءُ بالحملِ الثّقيــــل، فِـــداءَ
يا موطني، تِربَ الغمــامِ ورايةً
خففتْ، على هـامِ الزّمـانِ عَلاءَ
كوفيّــــةً وعقـالَ مجـدٍ ما انثنى
وإزارَ فخـــرٍ نرتديــه، وِجـــاءَ
ما نحن إلّا مـن ذُؤابـة فَضلِكــم
نشـــري لأجلـكَ أنفُسًـا ودمـــاءَ
كالنّسر يعظم في النفوس مهابةً
ألِفَ العُـلا فاســـتوطن الأجـواءَ
عمّان توقُ العاشـقين إلى النّدى
غيــثٌ يـفيـضُ محبّـــــة ورَواءَ
شمخت على عهد الكرامة بيرقًا
تغضي النجـــوم إذا رأته حيــاءَ
بديارها الشّــــمّاءِ تحلــو الميجنا
هـزجٌ تردّده الرّيــــاضُ حُــــداءَ
أرضُ العروبةِ، أرضُ حرٍّ باسقٍ
الله باركَهـــــــــا ثرًى وسمـــــاءَ
ورجالهـــا تروي حكايـة عشقِهـا
كالنّجـــم في كبد السـماء، ضيـاءَ
"مئةٌ" كساها الغيثُ بوحَ قصائـدَ
ونشـــــيدَ فخــرٍ يطــــردُ اللّأواءَ
هذي رُبــا الأردنِّ قبـلـةُ عاشــقٍ
أضـحت مَحــجّ محبّــة وشــــفاءَ
وغـلالَ دوحٍ نســــتفيء ظلالَــه
وبناتِ مَــخْرٍ، تطــردُ الأنــــواءَ
وزنـودَ جندٍ ما خبـتْ عزَماتُهــا
نبعٌ تدفّـــقَ في العــروقِ وفـــاءَ
والنّـحل يُقسِمُ بالّذي وهَبَ الزّهور
رحيقَـها، شـــــهدًا لنــا وشِـــــفاءَ
والشّـيحُ والقيسومُ، والفجرُ الّذي
يزهـو بأرضِـــكَ رفعةً وســـناءَ
والأردنيّــاتُ اللّــواتي أيـنـعـــتْ
ثمراتُـهُــنّ عزيمـــةً ومضـــــاءَ
ودمـــــاءُ جندٍ روّتِ الدّنيـا هُدًى
أن يشـــمخَ الوطنُ الجميلُ، إبـاءَ
نهدي إلى الغيـمات فيـضَ محبّـةٍ
ونجـــاورُ الأقمــــارَ والجـــوزاءَ
وعلى ضفاف الطُّهرِ نغتبق الرّدى
ونفـــــارقُ الأهليــنَ والأبنـــــــاءَ
وتهونُ في رهجِ الوغى أرواحُنـا
مـا دُمـتَ فينا النّبضَ والأحشـــاءَ.