قصيدتان

 

شعر: محمود الشلبي

شاعر أردني

 

 

مرآة البحر

البحرُ كالآلِ ‏

مملوءٌ بغيمته

وكالحقيقةِ تغفو ‏

تحت موجته.‏

يسبي الغموضَ به ‏

عُمْقٌ فيخزنُه،

منه القرارُ،

ويبقيه بعهدتهِ.‏

طارحتُه السُّؤلَ ‏

حتى عاد يسألُني

وشِمْتُ برق لياليه ‏

بعبرته.‏

كم دوّنته الشواطي ‏

طيَّ ذاكرةٍ

فوق الرمال، ‏

وهامَتْ في محبَّته.‏

السِّرُّ فيه تناهي ‏

كلما عبثتْ

فيه الرياحُ، ‏

وخطّت فوق صفحته:‏

قصيدةً زانها معنى

بروعته.‏

كم ضلَّ في البحر بحّار،

فأغرقه حب،

وأنقذه حبٌّ بخبرته.‏

يا بحر، أنت أنا،

والحال تشبهنا،

وفي التأمُّل إمعان بحكمته، ‏

أرنو إليك،

وأدري أنني جسدٌ،

قد صاغني الماء،

حيًّا في أجنَّته.‏

 

على حجرٍ مُعْشب

كأنّي أنا في طفولة أمسي

على حجرٍ معشبٍ،

قد أقول لها ما أريدُ،

ليكتمل المشهدُ المنتهي

بتأويل حلمي،

فأهجرُ نومي،

وأفتحُ عينيَّ للفجرِ،

تستقبلان الصباح النديَّ

بشوقِ.‏

‏***‏

سأبدأ هذا النهار بشيء من الفرح العاطفيِّ،

وأمشي إلى أيِّ شيءٍ،

يُعيدُ الحياة ربيعيّة،

أو ليبسط رزقي.‏

سأفتح باب انتظاري لِما سوف يأتي،

ولو كان طيفًا بعيدًا،

يحطُّ على وردةٍ،

في حديقة عشقي.‏

‏***‏

سأحتاجُ شيئًا من الشِّعر

يسبق ضوءًا...‏

فيملأني بالحنين،

ويهتزّ قلبي كبسمة بَرْقِ.‏

سأذكرُ:‏

أنَّ الجمالَ الذي شذَّ ‏

عن نمطٍ شائعٍ،

قال لي ذات رؤيا:‏

كلُّ شيءٍ جميلٌ

إذا ما سَقَتْهُ المحبّةُ ماءَ الحياة النقيِّ،

لنبقى على موعدٍ في بلادي

يحنُّ لِعتْقِ.‏