شعر: محمد فاروق محمد
شاعر مصري
ما بالُ قــلبِــكَ قد أَرْدَاكَ مُذْ خُـلِـقَــــــا
حتَّى غدوتَ من الأحــزانِ مُخْتَنِقَــا
أضناكَ؛ أضناكَ لَمْ يرحمْــكَ مُنْتَزِعَـًا
مـنكَ السعــادةَ كم ألـقاكَ مُحْـتَـرقَا..؟!
يطوفُ بالنَّـاس يبــكي دَمْـــعَ ســائـلـةٍ
أَوْ بَــوْحَ شَـاكِـيَةٍ قَـدْ أُكْسِيَتْ خَـلـِقَــا
يَظَـــلُّ ينـظــرُ في الآفـاقِ ممـتـطــيــًا
مـنـكَ الضلـوعَ لبؤسٍ راح منطلقــا
يطــيرُ للـقـدسِ يحـثـو مُــرَّ نكــستِــهَا
يستنصرُ العُـرْبَ والإسلامَ والفِـرَقَـا
ويســتــجــيـرُ لـبــغـــدادٍ إِذِ انْكَــفَــأَتْ
بينَ الذِّئَابِ فَـضَاعَ المَجْـدُ واحْـترقَا
يُكَـفْـكِـفُ الـدَّمْعَ من أحـداقِ شـامـــيةٍ
قد راعها الظلمُ في سُوريَا إذِ امْتَشَقَا
ما بـالُ قــلــبِـِـكَ لا يُـبْــقــيــكَ ثانــيــةً
إلا وفَـرْحُــكَ في الأحزانِ قد غَـرِقَا
يا شَــاعــرًا ما لَـهُ في الأمـرِ من قَــدَرٍ
إِنَّ المـظـــالمَ عِــنـدَ الله مُــذْ خَــلَـقَـا
دَعْـنِي أَعِــشْ ساعــةً في رَوْضِ آنسةٍ
أو بَــوْحِ شـــاديةٍ دعْــني أَذُبْ عَـبَقا
دَعْـنِي أعـِشْ ســاعةً كالعــابثين بلا
حُـزْنٍ ولَم يعـرفُـوا نُـورًا ولا غَـسَقَا
حَـتَّامَ تحـمــلُ هَــمَّ الكـــونِ أجـمـعِـهِ
مـا ذنبُ نبـضكَ بالآلام قَــدْ خَــفَـقَــا..؟!
يصيحُ بي الـقـلـبُ يا كُلِّي وما عملي..؟
اختاركَ اللهُ قَـــلْـباَ يبـــغَـضُ المَـلـَقَا
أنتَ الملاذُ لـمَـنْ قــد تــاهَ في زمـنٍ
لا يعـــرفُ الحــبَّ للأحــقــادِ مُعتنِقَا
فَـعِـشْ حـياتَـك أَعْـلِ الشّعـرَ منتزعَا
حقَّ الضَّعـيفِ وسـِرْ بالشّعرِ مُخْتَرِقَا
فالشّعـــرُ درعٌ ونارٌ فوقَ طاغيةٍ
والشّعــرُ لهــفـةُ طـفــلٍ فيك قد وَثِـقَا