قصص: عمار الجنيدي
قاص أردني
• هدايا
في ليلة عيد زواجهما العاشر، اقترحت عليه أن يتهاديا شيئًا مختلفًا هذه المرَّة.
راقت له الفكرة لدرجة الإعجاب.
سألها إن كان لديها تتمّة لاقتراحها، فأجابت:
- ستهديني شيئًا تعتقد أنه ينقصني، وتحبّ أن يظلَّ برفقتي على الدّوام، وسأهديكَ شيئًا أحبّ أن يظلَّ برفقتك على الدّوام.
راقت له الفكرة. ووافق بلا أدنى تردُّد.
• أحلام
بشيءٍ قليل من الانتباه لاحظت أنَّ طفلها الأصغر يجمع إخوته كل صباح ويروي لهم أحلامه.
وبقدر كبير من الاهتمام، لاحظت أنَّ كل أحلامه التي يرويها لإخوته، تتحقق خلال يومين أو ثلاثة.
اقتربت منه. سألته عن حلمه ليلة البارحة. تلعثم وهو يحدثها عن حنانها المفاجئ. أوعزت إليه أن يكون حلمه الليلة زواجها من المختار.
• شكوى
شكوتُ لصديقي وأنا أتميز قهرًا بأنني كلما أحببت فتاة فإنَّها سرعان ما تتزوَّج.
انتبه بكل حواسه. انحنى على ركبتيه أمامي، وراح يرجوني أنْ أحبَّ حبيبته.
• حَرَدْ
احتجتُه لمرافقتي في مشاويري اليوميّة.
حاول تطبيعي على مزاحهِ السَمِجْ، وابتزازي أكثر من مرّة، وحينما رأى صلابة موقفي حَردَ، لإرضاخي على التنازل.
توقّفْتُ مُندَهِشًا وانتابني ضيْقٌ وافرٌ، مُعْتَقِدًا أنني خَسِرْتُهُ، لكنَّ الضيق تحوّل إلى رضا؛ عندما أدركت أنني بخسارتهِ؛ قد ربحتُ نفسي.
• أفقر البيوت
ذات صباح ربيعي؛ دعاني لنشرب الشاي المُنعنع في حديقة منزله الجديد.
تجوّلت في أرجاء المنزل الفسيح، وسألني عن رأيي به.
أجبتُ بانفعال:
- ما أفقَرَ البيوت التي لا مكتبة فيها.
استاء من جوابي، معتبرًا أنه شتيمة مقذعة.
ذاك الصباح شربتُ الشاي المُنعنع بـ"مطعم هاشم".
• الكومبارس
على الرغم من بلوغه الثمانين، ظلَّ الممثِّلُ "الكومبارس" يردِّد بعزم وإصرار: "ذات يوم سأحظى بفرصتي".
• اصنع مكانك
رفض زملاؤهُ أن يعترفوا بمكانته ويردّوا إليه اعتباره ويعطوه حقّه. ضحك ملء رئتيه بهواء النشوة وقال:
- إذا لم يُفْسِحوا لك مكانًا بينهم، فَحَلِّقْ فوقَهُم.
• حرّاس الوهم
رَسَمَ على جدار الزنزانة: شمسًا وجبلًا شاهقًا وأشجارًا دائمة الخضرة.
نزلاء الزنزانة يتناوبون الحراسة، لكي لا يمرّ اللصوص، ويسرقوا خيرات القرية القابعة خلف الجبل!
• خيبة
شَكَتْ لها صديقتها من زوجها الذي يهدِّدُها بالطلاق ويوجِّهُ لها كلامًا مُسيئًا.
تذَكّرَتْ زوجها الذي يضربها بحبل الكِتّان المبلول، كلّما عنَّ لهُ المِزاج.
نصَحَتْ صديقتَها:
- اخلعيه، وخلِّصي نفسك من العذاب اليومي!
ثم شَرَعَتْ بالنحيب.
• الفخر بالفشل
عُدْتُ في نهاية ثمانينات القرن الغارب من موسكو، ودخلتُ فورًا إلى مستشفى المدينة للعلاج من الحالة العصبيّة "ضمور العضلات".
سألني طبيب الأعصاب:
- "شو أكتُبْ!؟".
امتلأ (ملفّي الطبي)؛ بكلامي، وراح الطبيب يتفاخر مزهوًّا بما أنجَزَ.