حنان باشا
كاتبة أردنية
ليس سهلًا أن تمدَّ يدك إلى رواية عنوانها مثير، لكنَّه مستفزٌ ويدعوك للتساؤل عن المحتوى، فمجرد تصفحك لبضع صفحات؛ لا تجد إجابة كافية، فتقرّر الغوص أعمق للاكتشاف وسبر أغوار الرواية، ناهيك عن أنَّها التجربة الروائيّة الأولى لشاعرٍ معروف؛ فتزداد رغبتك بمعرفة قدرة الشعراء على امتطاء صهوة السّرد، وهم القادرون على التبتّل بالشعر.
• عتبة النص / العنوان "ماتت رجلًا"، أمَّا (أسماء) فهي بطلة الرواية.
عندما قرأت الاسم لم يرق لي، شعرت أنَّه واسع المدى، لأنَّ للاسم ملامح وفراغات يحلو لنا أن نملؤها بتفاصيل قد تكون وهمية.. لكنَّه في المقابل يحمل المعاني العديدة، ولعلَّ الروائي اختاره دونًا عن الأسماء، لأنَّه مثل قاموسٍ حملَ في جعبته شرحًا للشخصية، التي كلما تغلغلنا فيها أدركنا سبب حملها لهذا الاسم.
بعد القراءة.. لا يمكنك إلّا أن تحبّ هذه الـ (أسماء) رغم اختلاف شخصيتها عن بنات جنسها، فهي صغيرة وقاصر، وما زالت على مقاعد الدراسة. كما أنَّها تعيش في قرية بعيدة عن العاصمة عمّان، لم يحدّد الروائي اسمها، لكنه وثّق عمر (أسماء)، فهي من مواليد العام 2000.
هنا ندرك أنَّ الرواية معاصرة للغاية، والدليل؛ أنَّ زميلاتها يستعملن الهاتف الذكي وتطبيقاته مثل: (سناب شات، فيسبوك). في المشاهد الأولى التي استهلّ بها الروائي روايته، يتحدث عن حافلة مدرسية تحمل في داخلها خمسًا وثلاثين طالبة ومعلماتهن، تأخذهم في رحلة تثقيفية إلى جبل اللويبدة من أجل زيارة معرض فني "جاليري" لفنّان تشكيلي يدعى (قاسم).. شاب ثلاثيني، بوهيمي الشكل، وسيم، ومحطّ أنظار ومبتغى لبعض الإناث. يرافق ذلك سطوة ذكورية مع غرورٍ وتعالٍ، وكثيرًا ما نجد هذه الصفات مجتمعة بفنان يتقن مزاولة فنّه، يمسح بالريشة، ويكشف الستار عن سرّ مخبئ بعناية.
يسهب الروائيّ بوصفه، ويرسم ملامح (أسماء) منذ البداية؛ بشعرها القصير الأسود الناعم، بنطالها الواسع، وقميصها الفضفاض، حركة أصابعها وهي تمسّد رقبتها في حين تخفي إحدى يديها في جيب بنطالها، صوتها، نظراتها، وبعض الزغب الذي يعلو وجهها.. وما تخفيه أعظم.
اهتماماتها وما تصبو إليه؛ لا يشبه أبدًا ما تسعى له، صديقاتها ومن يقاربنها في العمر؛ فهي متهورة، شجاعة، وقوية البنية، كما أنَّها تتولى مهمات صعبة وشاقة. معاونة لجدّها في حراثته للأرض، تعشق ركوب الخيل، كأنَّها لا تشبههن أبدًا، رغم نعومة ملامحها وغرابتها.. كما أنَّها الوحيدة التي لا ترتدي الحجاب بينهن، ولا تكترث أبدًا بمساحيق التجميل كما تفعل زميلاتها قبل الترجّل من الحافلة بغية لفت انتباه الفنان.. عسى أن تحظى إحداهن بفرصة رسمها!
حوارات لذيذة ومضحكة، والعديد من المناوشات، تدفعك للشعور بالألفة وأنت تقرأ.. كما يأخذك الروائي بلغته الرشيقة العذبة، وفي مقاطع فاتنة أقرب للشعر، مثل: "تهدأُ (أسماء) للحظاتٍ وهي تمرّر الشوارع بين جفنيها، كأنّما تزرع أحلامها فوق رصيف شارد من عابريه".أيضًا: "كأنَّما الصوت أتى من مجدافِ أدار دفّة خاطرها السابح في ملكوتها".والعديد من العبارات التي تعطي السرد دسامة أنيقة وحلوة، دون أن تكون متعمدة أو لزجة بلا داع.
ونحن نقلّب الصفحات نبدأ بالتساؤل ما شأن أسماء هذه، والتي بدأت تُسرِّب لنا مشاعرها الجوّانية قصاصات قصاصات.. مثل الخرز، ذكرياتها، أحلامها، ماضيها يجتمع كل هذا، بإشارات واحدة تلو الأخرى مثل عتبة تتبعها أخرى قبل أن نلج في عمق الحكاية.
• من الإهداء: "إلى من أغرقهم مركبُ العيب، فتشبثوا بالحياء/ الحياة "
تدرك أنَّ ثمة ما يشلع القلب، فكلُّ ما هو مرتبط بالعيب، واختلال النظرة المجتمعية يؤديان حتمًا إلى الموت والخراب.. وكأنَّه أمرٌ حتمي. يطرح الروائي قضية كبيرة، أهم ما فيها أنَّك لا تستطيع تغيير تفكير مجموعة من الناس مهما كانت زمكانية الحدث! رغم أنَّ العلم والطب كشفا عن كثير من الأمور المبهمة وحلّلها بلغة بسيطة، وأوجد لها نهاياتٍ سعيدة، لكنَّه يعجز أحيانًا عن إيصال نتائجه إلى تلك العقول القاتمة حدّ الجحود.
وكأنَك تبشّر هؤلاء بديانة أخرى، أو تطرق باب العِرافة، تحتاج إلى معجزةٍ قويّة لإبطال مفعول ذلك القديم المتعارف عليه، فكم من السهل أن ترمي عبء التفكير جانبًا، وإرجاع ما لا تفهمه إلى الشعوذة أو الفجور والانحلال الخلقي.
• ما تهابه ولا تفهمه حريٌّ بك أن تقذفه بحجر!
في رواية "ماتت رجلًا" طرحٌ جريء عن قضية، لعلنا مررنا بأحد أبطالها يومًا، وربما لم نفكر بحجم معاناة من خُلِقَ بتلك الحالة المستعصية. بدايةً، هو لا يدرك ماهية الأمر، ما يخوضه من معارك جوانية طاحنة، رغبات ومشاعر مكبوتة غير واضحة المعالم.
كل هذا عاشته أسماء اليتيمة ربيبة جدّيها لوالدها، قرّة عينهما والذكرى الوحيدة الباقية عنه، ووريثتهما. (أسماء) التي كانت تبحث عن ذاتها، عن هُويتها، ولا تدرك من تكون. يأخذنا الروائيّ معها في سبر أغوارها وأسئلتها المعقدة، وكيف أنَّها أنثى ولا تشعر بذلك، ولا تحمل من مقومات الأنثى سوى الاسم! يهولها الفستان الأحمر، تكره مقتنيات الفتيات، وبعيدة كل البعد عن مهاترات زميلاتها في ذلك العمر الفتيّ.
وترغب كثيرًا بمصاحبة الذكور ومشاركتهم هواياتهم، تبدأ بالتعرّض لملاحظات أهل القرية: أسماء عارية الرأس قصيرة الشعر، محبة للاختلاط ..هذا كثير على المجتمع الريفي. قد يبدو مبهمًا في مدينة عمّان التي يقطنها العديد من الأجانب والأغراب والجنسيات المختلفة. تشدُّ (أسماء) أنظارها نحو عمّان لتشعر بحرية التجوال والحركة.
إنَّ من الغريب أن عمّان شدّتها إليها لتسكتها بعد رحيل جدَّيها في فترة متقاربة لتبدأ الوحشة تسكن ليالي (أسماء)، رغم تلك العلاقة التي جمعتها بالفنان (قاسم) ورغم تعقيدها الشديد وكيف صار وتعلَّق ذلك الثلاثيني بالفتاة القاصر فشغفته حبًا حتى تقدّم لخطبتها.
ما يثير الغرابة أكثر أن لا يلتفت من هم حول (أسماء) بحالتها تلك سواء الأهل - وإن قلنا إن جدَّيها كبيران في السنّ ولن يدركا- نحن ننظر إلى المدرسة وهيئتها.. كيف فاتهم ذلك؟ يعزون الأمر لكل شيء إلا المرض مثلًا؟ وكلما مضى عام، زادت الهوّة بين المريض ومن حوله، وتعسر التفاهم وتفاقمت الحال صعوبة. مريض ولم يتم تشخيصه بشكل ملائم، ذلك أكيد.
وقد يقوم البعض باستنتاج بعض الظروف الحزينة وغير المناسبة، كاليتم والفقد، والوحدة، لشرح أسباب ذلك الضياع والتخبط، الرغبة بالتمرّد، أو حتى الاستهتار -كما ظنَّ أهل القرية- وتم إغلاق الأبواب بوجه (أسماء) وحتى طردها لمجرد أنَّهم لا يفقهون ما الذي تمرُّ به وأي حالٍ هو حالها. يتخلّل ذلك كله شرح بلغة رشيقة شفافة في كثير من مقاطع الرواية.
تجد بصمة الروائي وقد حملنا معه بكل تفصيل ومعاناة داخلت (أسماء) البطلة التي أخذ اسمها شكلًا آخر، يليق بها وبالرواية، وبكلِّ ذكاء. حتى تكاد تتسلل إلى قلب القارئ ويسعد معها ويحزن لأجلها؛ فهي عاشقةٌ بخجل لصديقتها (كلثوم) القادمة من الولايات المتحدة بجمالها الأخّاذ، وشعرها الأشقر، وجسدها الممشوق.
وتلك قصاصات جديدة تم رميها للقارئ على مراحل كي يجمع خطوط السرد بمهارة، فيدرك أنَّ (أسماء) ليست سويِّة، وأنَّها فتاةٌ مضطربة الهُوية، وغير قادرة على التعبير أو التمادي، أو حتى التحدث بصراحة لأيّ كان، ولا حتى الانسجام.. وحتى قربها من (قاسم) الفنان الذي قام برسم وجهها بكلِّ لوحة جديدة له، ومشاعرها الأغرب نحوه حتى عقد قرانها به، واكتشافنا بأنَّها كانت بطلته الوحيدة وملهمته الأقوى، في معرضه الأخير.
تستمر (أسماء) بإشراكنا معها، بتفاصيل بعيدة عن شوقها لوالديها وألبوم الصور؛ هدية جدّها لها مع ميراث كامل. ومحاولاتها البائسة في إيجاد الآخر فيها؛ فهي تظنُّ بأنَّه يسكنها.. ثمة شخص آخر يعيش فيها ويسعى للتحرر. وكيف لم يرق لها ذلك السوار الفضّي هدية (قاسم) إليها، ربما لو قدّم لها سجائر لكان أفضل، فهي تتشبث بفكرة أنَّها هو.. وليست هي!
أثناء حيرة (أسماء) وهي تجمع خطوط حياتها ما بين اليتم العظيم وصغر السنّ وتخلِّيها عن الدراسة كي تُعيل نفسها وجدّتها بعد رحيل الجدّ، وإصرارها على العمل بفِلاحة الأرض.. واستنكار أهل القرية لتصرفها تضطر (اسماء) للرحيل إلى عمّان والسكنى بجبل اللويبدة مع صديقتها (كلثوم) وحبيبها (قاسم) الذي راقب حزنها وانقلاب أحوالها وركونها إلى الوحدة باللجوء للطبيب النفسي، أخذ منها الكثير من الوقت، حتى أدرك أنَّ (أسماء) قضت أعوامها وهي ترتدي قناع الأنثى، ثم دفع بها إلى طبيب آخر مختص بالجهاز التناسليّ، مؤكدًا أنَّها تحمل صفاتٍ ذكوريّةً واضحة، ثم يستنزف أموالها لتبدأ بيع ممتلكاتها كي تصرف على علاجها، رافضةً مساعدة أصدقائها لها ماديًا.
وفي أحد حواراتها مع (كلثوم) صديقتها التي تحبّها جدًا تدرك (كلثوم) أنَّ (أسماء) لن تعود كالسابق: "ما تفعلينه خطير جدًا يا صديقتي، عليك أن لا تتورطي أكثر فيما تحاولين العبور إليه". لترد (أسماء): كلثوم يا صديقتي، عليَّ أن أردم الحفرة التي تفصلني عني، فأنا أرتدي ثوبين، وعليَّ شلح أحدهما، أنا لن أموت، بل سأقشر الزيف الذي غلّفني، أريد أن أجهر بصوتي الحقيقي، ومن أجل الخروج من الشرنقة، عليَّ تمزيقها، أدري أن موقفك صعب جدًا، فالشائعات أحالتني لمسخ، وحوّلت بيتي إلى نسيج عنكبوتي واهن ولا مناص يا صديقتي، لذا أتوسلك أن تبقي إلى جانبي حتى النهاية".
وتبدأ رحلة علاج طويلة وصعبة؛ بكثير من الأدوية المهرمنة والدوار والألم، عامان مرَّا على تلك المعاناة، تكدّست من خلالها التقارير الطبية مع تقلص حصتها من الميراث.
إنَّ من الجميل ما أدخله الروائي من حبور في قلوبنا، أنَّ في حياة (أسماء) شخصيات قليلة، لكنَّهم تفانوا في مساعدتها كوالد (كلثوم) الطبيب (أحمد) الذي أسهم بمساعدتها بإرسال تلك التقارير إلى أطباء في أمريكا، وبعد مداولات تبيّن أنَّها بحاجة إلى تدخل جراحي لتعديل الجنس. وتم التوثيق بأنَّها تجاوزت كل الفحوصات التي تؤكد صحتها العقلية، وما تشعر به حقيقة علمية تثبت بشكل قاطع ذكورتها، وأنَّ أعضاءها الجنسية متوارية!
يا لـ (أسماء) المسكينة والتي عانت وعاشت تحت مسمّى أنثى، وعوملت على أنَّها مستهترة واضطرت للاقتران برجل كي تبعد الشكوك عنها، كي يرضى هذا المجتمع الظالم الذي يرفض إعطاء الآخر فرصة كي ينجو من عذاباته وآلامه.. لكنَّهم لا يستمعون، لا يفقهون، ورافضون بشكل قاطع.
• عودة (أسماء) بعد عمليات جراحية في الهند.
هل كان على (أسماء) أن تخرج على العالم في بث حيّ ومباشر كي تشرح قصتها، رغم أنَّها حملت الأوراق والاثباتات لأهل قريتها ولم يتقبلوا أنَّها كانت رجلًا بالفعل. هل أساءت التقدير وهي التي بلا ذنب؟ لقد عانت من اضطراب الهُوية الجندرية، هو شيء له علاقة بالمخّ؛ فبعد معاينة الطبيب النفسي أكدَّ أنَّها شخصٌ طبيعيٌّ جدًا ومتزن، لكن توجُّه الجندر داخل المخّ كان ذكوريًا بامتياز، فتم تحويلها لمختصّ بالغدد الصماء والمسالك البولية، ليتبعه مختص بالأمراض النسائية، ليتبين بعد الأشعة والتحاليل أنَّها لا تعاني من مشاكل عضوية داخلية، مما عقَّدَ الأمر بعد تحليل للكروموسومات والهرمونات! أي أنَّها أنثى وجيناتها) (xx46، ولذا رجَّح الأطباء المنطق الأول الذي يعود إلى ما يدور في الدماغ من خلل جندري.
لذا كان عليها التوجه إلى دار الإفتاء والطب الشرعي، كي تحصل على إذن لتعديل الجنس، وكانت معركة طاحنة حصلت بعدها على الموافقة. وطبعًا يذكر الروائي التفاصيل الكثيرة المهمّة التي يطول شرحها، عن كم العمليات التي تحتاجها للوصول إلى الهدف المرجو؛ لتصل أخيرًا إلى نقطة إيجاد اسم لها كرجل، واستبعاد اسم (أسماء).. وهنا يظهر اسم (ميلاد)؛ الذي يؤكد عمق هذا الاسم وأهميته بالنسبة لأسماء التي اختفت ملامحها وتبدل حالها وتغير كل ما يتعلق بها. مع مقاطع محزنة بثها الروائي ما بين الثلاثة: أسماء وقاسم وكلثوم، لينتهي الحال بعلاقة جديدة مع (ميلاد) واضطراب هذه العلاقة وكيف آلت. وكقرّاء، ننتظر نهاية سعيدة بعد كل هذا البحث المضني من التعب والحزن.
كيف صار وعاد (ميلاد) إلى بيته في القرية، في محاولة أخرى حاملًا أوراقه لمواجهة أهل القرية، محدثًا إياهم بصوته الحقيقي الأجش: كنتُ منذ البدء رجلًا، لم أكن أنثى فصدقوني..
• هل للبشر أن يتغيّروا رغم الحداثة؟
مؤلم أن يبقى البشر برفضهم ذاك، ليصدح أحدهم: ملعونةٌ هي منذ البداية، شؤم على والديها وجدّيها.. اقتلوها، احرقوا إبليس.. هكذا يعتقدون.
"كان الدخان يملأ عينيّ "ميلاد" بالدموع، فحجَب عنه سيرته المطويّة بين غلافين، وارتدت الكلمات ثوبها الأبيض.. موتٌ لا محالة آتٍ، حين أمسى ملاذه الوحيد مدفنًا له، فلطالما سترَ هذا البيت عورات "أسْماء"، وكتمَ لها أسرارها.. يركضُ "ميلاد" من زاوية لأخرى، مذعورًا من الدخان الذي تسرّبَ من الشقوق ليحشره في مواقد النار، لقد أدركه الموت؛ حين أدركَ حقيقة الآخر الذي استوطنهُ عُمرًا، لقد حرّرَ نفسه من ساكنهِ لتعود وتكبّله النار مِن جديد، ها هو يقف مرتعدًا وهو يخلع عنه ملابسه؛ ليكشف عن عورته الجديدة أملًا في أن يدرك قُضاة القرية حقيقته التي ما أدركوها خلال حياته بينهم! لكن جسدَهُ عاد إلى رحلة التّيهِ بعد أن أعادت ألسنة النيران تشكيلهُ، كما لو أنَّه صلصال طريٌّ بيد خزّافٍ مبتدئ. مضَى، وهو يقبض بأصابع يسراهُ على وثيقةٍ أخذت دَور الهوية؛ لقد حملت اسمه الجديد "ميلاد".. فأباحَت له الموتَ رجلًا".هنا نقف بلوعة، وكنا نرجو لو أنَّ النهاية كانت سعيدة، لكن لطالما كانت النهايات بائسة لكثير من المساكين والمظلومين.
أعتقد أنَّ هذه الرواية تستحق أن تكون فيلمًا، لقد تذكرت بأنَّنا في العامية نطلق على هذه الحالة المرضية اسم "خُنثى"، لقد سبق وأن شاهدت بأمّ عيني، وكانت مثارًا للدهشة والحيرة وكأنَّها مخلوق من كوكب آخر محاط بالاستهجان والاستغراب، ولا أظنُّ أنَّ أحدنا يرغب بتبادل الأدوار معها.
(رواية "ماتت رجلًا" صادرة عن دار دجلة ناشرون وموزعون- عمّان، 2022.)