وحيدةٌ أنا

رفاه هلال حبيب
شاعرة سورية

هذا المساءُ
الثملُ بالحنين
يزيح وجهك
عتمة الدرب
ويأتي...
حارسًا لأحلامي
حاضنًا آمالي
هذا المساءُ
المشبعُ بك
حبًا.. وشغفًا.. وجوىً
أتوه بعينيك
أتعثّر بالكحل
أنهمرُ كدمعةِ شوق
على صدر النشوة
أنتظرك
بكامل لهفتي
لتهزمَ كبريائي العنيد
يا سيّدَ الحضور والغياب.
*************
وحيدةٌ أنا
كمسافةٍ فاصلة
بين المستحيلِ والواقع
كغمامةٍ عاقر
كنحيبِ عجوز
على عمرٍ ضائع
وحيدةٌ أقارعُ الألمَ بروحٍ ثكلى
وقلبٍ مثخنٍ بالجراح
ألوذُ بصوتك في الأفقِ البعيد
أناديك من عمقِ الوجع
هل تسمعني؟
هل أتاك حديثُ روحي؟
هل تغيّرت منظومةُ نبضِك فجأةً
واعتراها الارتباك؟
هل تعلم كم أحتاجك
في بردِ المساء
وعند انسكابِ الخوف
على حافةِ الأرق؟
وحيدةٌ
أعاقرُ صمتَ الحنين
أجوبُ الذكرياتِ
بحثًا عنك
أفتقدُ حضورك
أيَّها الطالعُ من شهقةِ النرجس
أيَّها الغافي على زند الوحدة
أيَّها الطيرُ العنيدُ
وحيدانِ كلانا
في هذا العماءِ
تلفّنا الغربةُ بأوجاعها
تقنصنا الأحزانُ فنسقط
كغريقين في بحرِ الشتات
أنت هناك تمضغُ الغياب
وأنا هنا
وحيدةٌ من دونك
أقتلعُ أشواكَ الصبر
وأزرعُ أقحوانَ اللقاء
أيَّها الوعدُ أسرِع
قبل أن يزحفَ اليباب
إلى حقولي
فالروحُ عطشى
لغمرة تولعُ النبض
والقلبُ يباسٌ بيباس.