فاطمة ناعوت
شاعرة مصرية
البوهيميةُ قالتْ:
- إنَّ الفولَ يُنبَّتُ في الأقمشةِ المبتلّةِ
لكنَّ القلبَ الباردَ لا يُنبِتُ إلا شوكًا،
وصقيعَ الرجلِ الكامنِ خلفَ المرضِِ
يعطِّلُ إنباتَ الفولِِ
ودفقَ الدمْ.
هاتي كفَّكِ يا عسراءُ
لماذا ظلُّكِ محبوكٌ حول الخصرِ
كطفلٍ لا يسمعُ نُصحًا؟
- الكهولُ النيئونَ يا عَمّة
يبحثون داخل فساتينِ الصبايا
عن فصوصِ الثومِ،
والصبايا يسترقنَ السمعَ لحفيفِ الطواحين،
وأنا،
أرفعُ بحذرٍ طرْفَ الرصيفِ القديم
كي أطمئنَ على أحلامي المخبأةِ.
يا عمَّة
الرجلُ الجالس عند الصخرة
ألقى عروستي في النيل!
- طيّب
هات أغطيةً
وسكاكينَ
وكأسًا من ماءِ الأردنْ،
ولفافةَ تبغٍ تحملُ شيئًا من عطرِ امرأةٍ
كان يخاصرُها عند النبع،
وهات قنديلَ نُحاسٍ أصفرَ
مدموغًا بتجاعيدِ الجبهةِ
مشقوقًا عند فتيلِ الزيتْ،
استدعي "فيفالدي"من عمقِ الكهفِ
الشاهدَ مأساتَكما،
مُدّي فوقَ الرملِ الجسدَ
المطروحَ
المنذورَ
لوهمِ نساءٍ لم يفهمنَ اللُعبةَ في موعدِها،
و ...
- لكنَّه يا عمّة
تركَ الغرفةَ مبعثرةً
وركضَ
كي يطارِدَ الإوزاتِ في النهرْ:
فإوزّةٌ
تحملُ مربعاتِ شطرنج،
وإوزّةٌ
تحملُ ثورًا بقرنين على رأسِه قبعةٌ.
- طيّب
شُقّي عند الصدرِ
وقُصّي الأوتارَ
ليتحررَ قلبٌ مسكونٌ بالخوفْ
لُفّيه لسبعِ ليالٍ
في منديلٍ مغسولٍ بمياه ابن العذراءْ
رشّي بعضَ العطرِ
وضميهِ إلى صدرِكِ
علَّ القلبَ الجافي يتدفأُ
والجُرحَ ينامْ.
- يا عمّة
الرجلّ الطيّبُ لا يحبُّ الفرحَ والهودجَ وشمعةَ العُرس
تركني في الثوبِ الأبيض
وطار إلى فوق.
- طيّب
أعطيهِ ثلاثَ ليالٍ
فوق السَّبعْ،
إن أنبتَ
فارمي في الجَّرّةِ بضعَ دراهمْ
وهبيني شيئًا من طِيبْ.
إن لم يُنبتْ
فارميه إلى الجُبِّ
وعودي في التوِّ
إلى إنباتِ الفول.