هالة البدري
كاتبة وباحثة مصرية/ رئيس مجلس إدارة، ورئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون سابقًا.
وأنا أفكُّر في دوري كناشطةٍ ثقافيّة مصريّة تشاركُ في المشهد الثقافيّ في القاهرة الآن، بجانب ما أكتبه من إبداعٍ أدبيٍّ وصحفيّ سألتُ نفسي: ما الذي أبحثُ عنه؟ هل هو الاستمتاعُ بأوجه النشاط المتعدّدة للثقافة؟. وجاءني الردُّ سريعًا؛ ليست المتعة وحدها- على الرغم من أهميتها- هي ما أبحثُ عنه، وأنا ألعبُ دورًا ثقافيًّا في المجتمع؛ لأنَّ الهدف في أيِّ دولةٍ نامية هو تنمية الوعيّ الذي أعتبره دورًا حتميًّا على المثقف أن يقوم به تجاه أهله.
فكيف هو المشهدُ؟
يتنوّعُ النشاطُ الثقافيُّ في مصر بين نشاطٍ حكوميّ تقوم به هيئاتُ وزارة الثقافة ويشارك فيه المثقفون في معظم الأحيان تطوّعًا، ونشاطٍ شعبيٍّ يقوم به المجتمعُ المدنيُّ متمثلاً في الصالونات الأدبيّة والجمعيات الثقافيّة. منذ مطلع القرن الماضي اشتُهر منها صالونا قوت القلوب الدمرداشيّة، ومي زيادة اللذين كان يرتادهما كبارُ رجال الفكر والأدب. وأذكر هنا صالون العقّاد أيضًا، وقد سجّل أنيس منصور بعضَ ما كان يجري فيه في كتابه الشهير. وصالون الراحل د. عبد العزيز الأهواني الذي كان يحضره الدكاترة؛ مصطفى سويف، وعبد المحسن طه بدر، وجابر عصفور، وسيزا قاسم، ونصر حامد أبو زيد، وأمينة رشيد، وسيد البحراوي، وبعد وفاة الأهواني انتقل الصالون إلى د. مصطفى سويف. كما كان هناك أيضًا صالون د. شكري عيّاد، وكان يشارك فيه: محمد عودة، د. سيزا قاسم ود. أمينة رشيد ود. نصر أبو زيد، وبهاء طاهر...
أمَّا ندوة د. عبد المنعم تليمه يوم الخميس من كلِّ أسبوع فقد بدأت عام 1956 بعد أن أغلق العدوان الثلاثيّ الجامعة وأراد الالتقاء بزملائه، واستمرت حتى وفاته، وقد حضرتها في الثمانينات وكان يرتادها تلاميذُهُ من النقّاد ومنهم: طارق النعمان، ومحمد بدوي، وعلى عفيفي، وأماني فؤاد، وفاطمة قنديل، والشعراء: حلمي سالم، وعبد المنعم رمضان، وأحمد طه، ومقصود عبد الكريم، ورفعت سلام، ومحمود نسيم، وفريد أبو سعدة. و"أتيليه القاهرة" يوم الثلاثاء العظيم كما كنّا نسميه بندوته التي كانت من أهم أحداث القاهرة الثقافيّة، ويحضرها كلُّ الأجيال من المبدعين باعتباره يومًا مُقدَّسًا.
ومن أشهر التجمّعات الثقافيّة أيضًا "ورشة الزيتون" التابعة لحزب التجمّع التي يديرها باقتدار شعبان يوسف، ومحمد إبراهيم طه، والتي استمرت لأكثر من أربعين عامًا في مناقشة الأعمال الأدبيّة وتقديم الإنتاج الجديد كلَّ عام، ومن روّادها: فخري لبيب، وفاضل الأسود، وشوقي الكردي، وسلوى بكر، وجمال مقار، ومحمود الشاذلي، وفتحي امبابي، وأسامة ريان...
وقد عرفت القاهرةُ في الثمانينات بؤرًا مضيئة مثل اللقاء في بيت إدوار الخراط يوم الأربعاء من كلِّ أسبوع، والذي كان يرتاده الفنّانُ التشكيليُّ عدلي رزق الله، والكاتب بدر الديب، وبعض السبعينيين الذين قدَّمهم الخراط منهم يوسف أبو رية، ومن بين الشباب منتصر القفاش، ومي التلمساني، وغادة الحلواني. و"صالون فاروق خورشيد" ومن بين روّاده الشاعر محمود حسن إسماعيل، وفتحي سعيد. و"صالون الشاعر سالم العبري" المستشار الثقافيّ لسفارة عُمان، وكانت تحضره الشاعرتان علية الجعار، وزينب أبو النجا، والصحفي محمد الحيوان، وسكينة فؤاد، ود. مصطفى الشكعة، والشاعر كمال نشأت، والمذيعة رباب البدراوي، الشيخ صقور القاسمي، الشيخ إبراهيم فوده، والشاعر اليمني قاضي.
بالإضافة إلى المواعيد الثابتة للقاء المثقفين في مقاهي وسط البلد مثل "مقهى سوق الحميدية" يوم الأحد الذي يرتاده الكتُّاب: فؤاد دوارة، وفاروق عبد القادر، وحسين قدري، وسليمان فياض، وجميل عطية إبراهيم، وعددٌ كبير من الكتُّاب والمثقفين. و"الجريون" يوم الثلاثاء، و"زهرة البستان" كل يوم لتناول الإفطار معًا صباح الجمعة. و"صالون د. وسيم السيسي" في الجمعة الأخيرة من الشهر بالمعادي، وكان يُقدّم فيه عشرُ فقراتٍ ثقافيّة منها فقرة موسيقية لهاني شنودة، ولقاء مع سياسي بارز، وعرض للكتب، ومناقشة قضيّة ثقافيّة. وأذكرُ أيضًا "صالون دكتور محمد حسن عبد الله"، وكان يتردّد عليه: وديع فلسطين، ود. محمود الربيعي، ود. صلاح قنصوة، وناجي فوزي، ود. عبد الغفار مكاوي، وإدريس علي. وصالون د. عبد القادر القط ود. محمد عبد المطلب في مقهى "أمفتريون" بمصر الجديدة، وكان يرتاده د. محمود مكي، وأحمد الشيخ، ود. عبد الناصر حسن، ود. حامد أبو أحمد، ومحمود الضبع، ومجيد طوبيا، وهالة البدري، وحسن فتح الباب، وعلاء عبد الهادي، وأحمد سويلم...
كما توجد أيضًا بعض الصالونات الأدبيّة مثل "صالون الشموع" للكاتبة لوتس عبد الكريم في المعادي، التي أسَّست "مجلة الشموع" ورأس تحريرها أحمد بهاء الدين، وما زال الصالون مستمرًا حتى الآن، و"صالون الكاتب محمد جبريل" ويُقام كلَّ يوم خميس من الشهر، وقد خرج من معطفه الكثير من الأدباء الشبّان، و"صالون د. حامد طاهر" وكان يُعقَد يوم الاثنين الثاني من كل شهر بمنزله في حي الدقي، وكان من روّاده مراد وهبة وجابر عصفور، و"ساقية الصاوي" التي أنشأها محمد عبد المنعم الصاوي تخليدًا لاسم والده الكاتب عبد المنعم الصاوي، وقدّم فيها تنوّعًا ثقافيًّا كبيرًا، و"صالون الشاعر حُزين عمر" يوم الثلاثاء، وصالونات توقفت بوفاة أصحابها مثل "صالون الكاتب محمد مستجاب" الذي كان يُعقد مساءَ الخميس، و"صالون الناقد ربيع مفتاح".
ومع بداية عشرية هذا القرن انتشر عددٌ من الصالونات فاق ما كان موجودًا من قبل، من بينها "صالون هالة البدري الثقافي" السبت الأول من كلِّ شهر، ومن بين روّاده الكتُّاب: د. عواطف عبد الرحمن، الباحثة راوية كرشاه، د. أسامة أبو طالب، د. صلاح فضل، د. نبيل المحيش، د. طارق النعمان، والكُتَّاب عادل سعد، ومحمد رفيع، ومحمد علي إبراهيم، وياسمين مجدي. وصالون( Our Book Club ) للكاتبة أمل صديق، ويديره الناقد صلاح فضل، ومن بين روّاده د. كمال مغيث، والكتاب محمد توفيق، وأشرف العشماوي. و"صالون علاء الأسواني" في عابدين، وكان يرتاده عددٌ كبيرٌ من المثقفين، و"منتدى المستقبل للفكر والإبداع" بمكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمّع، ويديره د. يسري عبد الله، ويرتاده جمال القصاص، وأحمد الفيتوري، وعمرو الشامي.
و"صالون زين العابدين فؤاد" على الشبكة الدوليّة، وروّاده العديد من الكتُّاب في كل مكان، و"صالون المساء الثقافيّ" الذي تديره الكاتبة هالة فهمي، و"صالون فتحي إمبابي" ومن روّاده حسناء رجب، ومنى الشيمي، وأسامة الرحيمي، و"صالون شريف العصفوري" صباح السبت الأول من الشهر بنادي التجديف بالجيزة، وترتاده ضحى عاصي، ونورا ناجي، ود. مصطفى عطية. و"صالون الشاعرة مي مختار" الذي تقيمه صباح الجمعة الأول من الشهر في قهوة الفيشاوي، ومن بين حضوره زين عبدالهادي، وحمدي البطران، ومنى ماهر، ورشا عبادة. و"منتدى الثقافة" الذي يديره د. حسام عقل، و"صالون سالمينا الثقافي" في مدينة نصر لمؤسسه أحمد ربيع، بالإضافة إلى صالونات لأجانب يعيشون في القاهرة، يقرأون ما يُترجم من الأدب العربيّ والعالميّ، وهناك صالونات تقيمها دورُ النشر من أهمّها؛ "الدار المصريّة اللبنانيّة"، و"مؤسسة روز اليوسف" بعنوان صالون إحسان عبد القدوس، ودار "ميريت" وكان يحضره الشاعرُ الراحلُ أحمد فؤاد نجم، ومن بين الكتُّاب الذين يداومون الحضور مع صاحبها؛ محمد هاشم، محمود الورداني، وحمدي أبو جُليل، وغيرهم من الكُتَّاب الذين نشرت لهم الدار. و"صالون بتانة" ويقدّم ندواتٍ عن الكتب المنشورة في الدار، بالإضافة إلى كتب أخرى، ويحضره د. عاطف عبيد، وشعبان يوسف، ود. حسن طلب. وصالونات تقيمها هيئات مثل "الصالون الثقافيّ العربيّ" الذي أنشأه قيس العزاوي الأمين العام المساعد الأسبق لجامعة الدول العربيّة.
بالطبع هناك صالونات في البيوت المصريّة لا يتمُّ الإعلان عنها في الصحف، يقيمها أصدقاء يتجمعون معًا حول قراءة كتاب، وقد حضرتُ منها عدة صالونات ومنها: "صالونات الروتاري والليونز" وغيرها من الصالونات في الأندية الرياضيّة والمحافظات المصريّة المختلفة، وهي ظاهرةٌ تحلُّ مشكلة احتياج الناس لمناقشة الفنون والآداب وقضايا أخرى ملحّة. ومن الطبيعي أن يكون روّاد أيٍّ من هذه الصالونات هم روّادٌ لصالونات أخرى؛ ولهذا انتقيتُ من بينهم الأسماء الرئيسة حتى لا تتكرر الأسماء.
صالون هالة البدري الثقافيّ
آمنتُ بدور الصالونات الثقافيّة في المجتمع، ليس باعتبارها طرفًا يقوم به المثقفون لسدِّ أوقات الفراغ، ولكن لنشر الثقافة في ذاتها، ومتابعة الإنتاج الجديد بشكلٍ مستمر دون الوقوع تحت توجّهات معينة، خاصّةً الرسميّ منها؛ لأنَّ الصالونات تتيح الحريةَ والجرأةَ على كسر التقاليد الثابتة للإبداع ، وتعمل على تطويره، والتنافس بين تيارات الحداثة الجديدة. وكنتُ قد أنشأتُ أوّلَ صالونٍ أدبيٍّ لي في منزل الصديق المهندس نبيه زكي الذي أصرَّ أن يكون باسمي، وارتاده العديدُ من المثقفين منهم: فوزية أسعد، ورفعت السعيد، وأمينة شفيق، وإقبال بركة، ود. سمير مرقص، ونبيل زكي، وداود عبد السيد، والمستشار أمير رمزي.
وقد أنشأته بعد تجربةِ لقاءٍ مع القرّاء في صالونٍ أدبيٍّ دعتني إليه الباحثة منى حمزة في عمان، التقيتُ فيه بمجموعةٍ من الأصدقاء الذين يجتمعون حول كتابٍ يناقشونه مع مؤلفه، وقد قرّروا أن أكون أوّل كاتب يدعونه على نفقتهم الخاصة من خارج الأردن، ليناقشوا روايتي" مطر على بغداد" وقد دفعني اللقاءُ معهم إلى أن أبذل جهدًا حقيقيًّا نحو نشر فكرة الصالونات الأدبيّة في البيوت والمجتمعات الرياضيّة وتجمعات الشباب في مصر؛ كي أحقّق فكرة ذيوع القراءة بكل أنواعها؛ كي يعودَ الناسُ إلى الكتب مرةً أخرى بعد سيطرة وسائط التواصل الاجتماعيّ، ومن إيماني بأهمية انتشار الوعيّ عن طريق الكتب والمعلومات الصحيحة المُوثَّقة. وبدأتُ في تكوين صالوناتٍ أدبيّة متنوّعة، بعضها عام الصبغة، وبعضها يجمعني بصديقاتٍ من الناشطات السياسيات والصحفيات، وكان هناك صالونات أخرى لنساء لا علاقة لهنَّ بالعمل العام، بعضهن يقرأن الأعمال الأدبيّة خارج مناهج الدراسة للمرة الأولى، وصالونات عامة روّادها من خارج الوسط الثقافيّ، ثم جذبت الكتاب والمبدعين بعد ذلك.
تتم معظم اللقاءات في البيوت، وبعضها في أماكن عامة، وقد ساعدتُ مجموعةً من الأصدقاء على اختيار الكتب وأيضًا اللقاء بالكاتب أو الكاتبة إن أمكن ذلك. وقد بلغ مجموع ما أنشأتُ من صالونات ثقافيّة خاصّة- حتى الآن- ستة صالونات.
تنفرطُ السنوات مسرعةً، وأراجع حصيلةَ ما قرأ جمهور هذه الصالونات؛ فأندهش من عدد الأعمال التي تعرَّفوا عليها في السنوات القليلة الماضية من الإبداع العربيّ والعالميّ، وإبداع الشباب أيضًا. ومع عزلة المبدعين التي تفشَّت في السنوات الأخيرة في الدول العربيّة كافة، أصبحت الصالونات الأدبيّة طريقةً ناجحةً للانفتاح على الجمهور، وخلق علاقة مباشرة بين المؤلف والقُرَّاء، ربما إذا ما انتشرت الفكرة بشكل أوسع فإنَّها ستساعد المجتمع على اكتساب عادة القراءة مرةً أخرى.
لم يقتصر دورُ الصالون على الأدب وحده، فقدمنا أمسيّة موسيقية للكاتب والملحن العراقي المرواتي عمار أحمد، وقدّمنا أمسياتٍ للفنِّ التشكيليّ منها للفنانة الفلسطينية الكبيرة لطيفة يوسف، والفنان حسن الفداوي، وأمسيات شعرية عربيّة شارك بها سعيدة خاطر، ومنيرة مصباح، وإباء إسماعيل، ومن الكُتَّاب العرب محمد الغربي عمران، وفوزية رشيد، وعبير العطار، وحياة الرايس، وكمال رحيم، وسميحة خريس، ومجدي نصّار، والشاعرة السودانية مشاعر عثمان، ومن روّاد صالوني أيضًا: د. سحر طلعت، ونهى عاصم، ود. سمية رمضان، ود. منى طلبة، شيرين فتحي، وشريف العصفوري، وسعاد سليمان، وسحر توفيق، وصلاح البشير، ورينيه غوماشي. وقد دفعتنا "جائحة كورونا" إلى اللجوء إلى بثِّ وقائع الصالون على برنامج "زووم"، وهو ما أكسبنا جمهورًا في كلِّ أنحاء العالم، خاصًّة في وطننا العربيّ الكبير، ولدى الكُتَّاب المهاجرين في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا.
لم أكتفِ بهذا الدور فحسب، لكنَّني قمتُ من خلال لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة بتأسيس ندوة بعنوان " حوار" تقوم على فكرة إجراء حوار بين كاتب شاب وكاتب مُخَضْرَم، وكنت قد اقترحتُ هذه الفكرة بسبب ملاحظتي أنَّ جيلَ الشباب يرى في إنتاج الأجيال السابقة له إنتاجًا متجمّدًا عند مدارسَ قديمةٍ، في حين يرى الجيلُ المخضرمُ أنَّ الشباب لا يُقدِّمون أدبًا رفيع المستوى. ونظمت هذه الندوة بحيث يقرأ كاتبٌ شابٌّ أعمال الكاتب المخضرم، ويقول رأيه فيها، ويفعل الكاتب الكبير الشيء نفسه، كي تتحقق فكرة التلاقي بين الأجيال، ويتم انتخاب الأعمال الحقيقيّة ذات المستوى الرفيع.
مرَّ على انعقادها المنتظم حتى الآن عشرون سنة، تمَّ خلالها إلقاءُ الضوء على عددٍ كبير من الأدباء الشبّان اللافتين للنظر، الذين أصبحوا الآن من أهم الكُتَّاب على الساحة الأدبية المصرّية، وقد ساعدت الندوة على إعلان وجودهم الأدبيّ، ونضجهم الفكريّ، وجدارتهم بالمنافسة. ومن بين الذين شاركوا في هذه الندوة الكُتَّاب: خيري شلبي، وعبد الوهاب الأسواني، ويوسف الشاروني، وبهاء طاهر، ويوسف القعيد، وأبو المعاطي أبو النجا، وإبراهيم أصلان، وإبراهيم عبد المجيد، ونبيل عبد الحميد، وعبده جبير، ومحمد المنسي قنديل، وسعيد الكفراوي، ومحمود الورداني، وصفاء عبد المنعم، وهناء عطية، وأمينة زيدان، ومحمد إبراهيم طه، وحمدي أبو جليل، ووحيد الطويلة، وسهير المصادفة، ود. هويدا صالح، وأحمد عبد اللطيف، ومنير عتيبة، وأحمد أبو خنيجر، ومحمد خير، وسهى ذكي، ومصطفى البلكي، وضحى عاصي، وصفاء النجار، وشيرين فتحي، ومحمد مستجاب، وأماني الشرقاوي، ملاك رزق، وأحمد داود، ومينا سعد، وأحمد عطا الله، وداليا أصلان، ومن النقّاد: اعتدال عثمان، ود. فايزة سعد، ود. حسين حمودة، ود. سامي سليمان، ود.زينب العسال، وسيد الوكيل، وربيع مفتاح، وشوقي عبد الحميد، ود. عبد الناصر حسن، ود. يسري عبد الله، ود. عزة بدر، ود.شريف الجيار، ود.عادل ضرغام، ود.محمد عبد الباسط عيد، وأسامة جاد، ود. محمد الشحات، ود. رضا عطية، وعمر شهريا. وحرصنا أيضًا على تقديم عددٍ كبيرٍ من الكتُّاب العرب الكبار منهم: الطيب صالح، ونبيل سليمان، وبثينة خضر مكي، وبثينة الناصري، و"أرثر ياك" من جنوب السودان. وقد ساعدتني هذه الندوة على البحث عن الجديد فيما يكتبه الشبّان، وتتبعهم بالقراءة والاهتمام بإنتاجهم، وتقديمهم في محافل مختلفة، وخلق فرص أمامهم لتطوير إنتاجهم؛ إيمانًا منّي بأنهم قادرون على الإبداع بما يناسب عصرهم وإيقاعه وصراعاته ومشاكله، وخلق بنيّة إبداع جديدة تناسب تطورهم ومستقبلهم، لأنَّ الحياة تتجدد وتزدهر.
ينابيعُ الإبداعِ في مصر
في بداية الثمانينات قرّرت أن أجوبَ مصر؛ قراها ونجوعها، بحثًا عن مصادر الإبداع، ونشرتُ مقالاتٍ لمدة ثلاث سنوات أربطُ فيها بين نوع الإبداع والبيئة المصدرة له، وقد بدأت الحكايةَ بمقولةٍ قرأتها لمكسيم جوركي: "أريد أن أعرف روسيا". وكنت قد عملتُ مراسلةً لصحفية "روز اليوسف" في بغداد حتى مطلع الثمانينيات. وحين عودتي قرّرت أن أعرف مصر عن كثب، وساعدتني "هيئة قصور الثقافة" على أن أجوبَ من خلالها كلَّ المحافظات، واشترطتُ في كلِّ رحلةٍ أن تكون لي محاضرة للقاء الطلبة في جامعة المحافظة، وفي المساء أجري لقاءً في أحد بيوت الثقافة مع روّادها. تعرفت خلال هذه الرحلات التي امتدت لسنوات على خريطة الثقافة المصريّة، وعلى الأدباء والفنانين الذين يعيشون خارج العاصمة، وأيضًا على الأجيال الشابّة من المبدعين. وقد لاحظتُ أنَّ وجود شاعرٍ كبيرٍ في مدينة صغيرة يخلق جيلًا من الشعراء، وأنَّ وجود نحّاتٍ في واحة صغيرة يخلق جيلًا من النحّاتين، هكذا مرّت الأيام لتخلق صداقاتٍ ومعرفةً حميمة بأجيال من المبدعين، قرأت أعمالهم الأولى، وعرفتهم عن قرب، وأصبحوا- الآن- ملءَ السمعِ والبصر. وأنا الآن بصدد نشر كتاب بالعنوان نفسه" ينابيع الإبداع في مصر " لأوثق للساحة الثقافيّة خارج العاصمة.
نادي القلم الدوليّ/ الفرع المصريّ
أمَّا بالنسبة لنادي القلم فقد انضممتُ له منذ سنوات طويلة، وشاركتُ في العديد من أنشطته، ثم عملت سكرتيرًا عامًّا له، ثم رئيسًا للفرع المصريّ، وهو نادٍ ينادي بحرية الكلمة، وينشر الأدب والثقافة، ومن خلاله شاركتُ في عشرات الأنشطة الثقافيّة بالتعاون مع وزارة الثقافة، وكثير من الجمعيات والهيئات الأهليّة والدوليّة.
كنتُ أتمنى أن أكتبَ عن دور النقابة العامة لكتّاب مصر وعن ندواتها، ودور الجمعيات الثقافيّة، مثل؛ جمعية محبي الفنون الجميلة، وجمعية الأدب المقارن، ومكتبة مصر العامة، ومكتبة مصر الجديدة، ومكتبة القاهرة... لكن لم يتسع لي المجال، وأحتاجُ لاستكمال هذا البحث ليكون المشهدُ أقربَ إلى الحقيقة.