النّفْس

علي عمران
شاعر مصري

لم يزدَهِـر فـي كَومـةِ الصَّلصَالِ
إلَّا غِــــــــلالُ الغِــلِّ، والأغــــلالِ
وَحلٌ تبوَّلَ فوقَهُ كلبُ الدُّجَـــى
وعليــهِ ضاجَعَـتِ الذِّئــابُ ثَعَـالـِي
فـتَفتَّحتْ في الحَقلِ أوَّلُ لوزَةٍ
حــتّى تَــــــــــدُورَ أصابِـعُ المِنوَالِ
وتدورَ أحداثُ المسلسلِ نفسُها
نَفـــسُ الــرُّؤَى، والنّـصِّ، والأبطالِ
للآدَمِيِّ تمَـــدَّدتْ فـــوقَ الرُّبَى
صفصَــــافــةٌ للعشـــقِ، والمـــــوَّالِ
وتهادَتِ الأقمارُ تُشعِلُ شمعَهــا
مِـــنْ أجــــــلِ ذاكَ الكـائِنِ الدَّجَّــالِ
دجَّالُ يختَــــرِقُ القَتـــادُ ثيابَهُ
لا شـــــــيءَ غيرُ الشَّرِّ فـي الأسمالِ
والنَّفسُ كالكلبِ الضَّريرِ تقَودُهُ
جِيَــفُ المَهَــــا فــي دارسِ الأطــلالِ
نَحتَتْ لَهَا تمثالَ حـِــقدٍ أســوَد
وتمسَّـــــكَتْ بشــــــريعـةِ التِــــمثالِ
فكأنّها الثُّعبانُ فـــي صحــرائهِ
وكأنّهــــا الضِّـــــرغامُ فـــــي الأدغالِ
تَرَكَتْ غديرَ الصَّفوِ واندَفَعَتْ إلى
همـــــــــجيّةِ الإعصــــارِ، والشّـــــلَّالِ

ألقَـتْ علـــى بُرجِ الحمائِمِ وَحلَهَا
فتصــــارَعَــــتْ كتَصَـارُعِ الأفـــــــيَالِ
رفَضَتْ عباءَتَها الحريرَ.. ومَزَّقتْ
جِلبابَـــــها، ومَضَـــــــــتْ بلا سِــــروَالِ
اللـــهُ كــــرَّمَها، وأنبَتَ حَـولَـهـــا
بُستانَهُ فـــــــــوقَ السّحــــــابِ العــالي
لكــنَّها حَنَّـتْ لِـطينةِ أصــــلِـــها
واستمْـــــرَأتْ دُونيَّــــــــةَ الأوحـــــــــالِ.