• امين الربيع*
لا أُريدُ على القبرِ نقشًا يُميِّزُهُ.
ليكن هامشيًا، بعيدًا عن الدَّربِ والوقتِ،
مستويًا، ووديعًا كجيرانهِ الصَّامتينَ
وشيءٌ من العشبِ يوجزُهُ.
لا أُريدُ عليهِ زهورًا مُنمَّقَةً، ليكن مُهملًا
تتقافزُ من فوقهِ سَخْلةٌ
ويحطُّ الغُرابُ عليهِ
وتجمعُ أرواحَهُ النَّحلُ شهدًا ستُفرزُهُ.
*
الحياةُ مُعقَّدَةٌ كأحاسيسِ طفلٍ حديثِ الولادةِ،
مُربكةٌ كبقايا الولائمِ، تافهةٌ ومُقدَّسةٌ كالتُّرابِ،
وشطرٌ من الشِّعْرِ مُشتَبَهٌ وحدَهُ الموتُ يُنجزُهُ.
*
لو قَدرتُ لأوصيتُ ما قالَهُ (الشَّنفرى)
أَبشري يا وحوشَ الفَلاةِ،
ويا سادَةَ الطَّيرِ زُقّي فراخَكِ، قد كانَ لحمي
فما نفعُهُ حينَ في الأرضِ نكنزُهُ.
*
ليكن كيفما يتأتَّى، وأشهَدُ
كانَ على أحدٍ أنْ يقولَ توقَّفْ،
على سَبَبٍ أنْ يُلامَ ولو عَرَضاً،
كانَ لا بُدَّ للبشريِّ القَديرِ قليلٌ من الجهلِ
يُعجِزُهُ.
*
ليكن دارسًا
فوقَهُ تتمدَّدُ عُلِّيقَةٌ
حيثُ صدْع المدى تتسرَّبُ منه الرِّياحُ
وشمسُ الظَّهيرةِ تخبزُهُ.
*شاعر أردني