عزت الطيري
شاعر مصري
1
فاخلعي خفّا
لإنك هاهُنا
في القلب
تخترقينَ أوردتِي
وشريانِي الوحيدَ الصَّبَّ
أنت صبابتي الأُولى وأغنيةُ الصبا
جاءت على عَجَلٍ
تصُبُّ لهيبَها الناريّ
والعطرَ المقدسَ والسهاَم الخضر آلاف الرماح
بصدر روحي،
تمتطى وجعي
وتمضي مثل سوسنةٍ تغيُّرُ من تواريخي
وجغرافيا الحنين
وترتقي درجًا
سيوصلها لأعناق الغيومِ
تقولُ للسهل المراوغِ
كن سنابل للفقير وللطيور
تقول للحقلِ المطرزِ بالجفافِ وبالهموم البيضِ
إنّي
هئتُ لك
سلوانُ ترنيمُ المَجرَّاتِ العصيّة واحتمالات الفَلَكْ..
فخذوا الممالك..
والزمرد واتركوا
سلوان
لي
2
من مؤتمرٍ
للشعر الأفريقيّ...
هربتُ
جلستُ على المقهى
لأراقبَ شاعرةً هاربةً مثلي
تشرب شايا بالنعناع الأخضرِ
قلتُ لها الشاي من النادلِ والنعناع بكفكِ
ضحِكَت
وضحكنا
حين رأينا
أعضاء المؤتمر جماعاتٍ وفرادى
يأتون ويكتظون على كلِّ مقاعد مقهانا
ومحاضرنا المسكين
يكلّم
قاعته الفارغةَ
يصولُ يخور
يسب ويلعنُ
3
وأحتاج لمن يرعاني في الليل
يمسّد روحي
ويضمد جرحًا بأناملهِ
يعطيني الجرعاتِ
وفى الصبح يُغادرني
4
من أقصى الحزن
أجيء إليكِ
وألقي
نظراتِ الشوق
وأشحن قلبي
بحنانٍ وحنينٍ
وأعودُ وقد مُلئت رئتاي
بأنسامِ بنفسجك
وعبق الحناء المنثال بأطراف يديكِ...،
فأنكبُ على الأوراق وأكتب
وأخطط مشروعًا لقصيد
يأخذ موسيقاه الأندلسيةَ
فكرتَهُ
ومجازاتٍ تترى
من لون العسلِ
القادم من بحرٍ يتلاطمُ
في بؤبؤ عينيكِ
أغني
يا بنتَ صبابتي الغضة
لبيكِ......
5
حمامةٌ وهدهدٌ
تخاصما على شجيرةٍ
تصالحا على أسوار شرفتي
ما جاء هدهدي الجميلُ
بالأخبار من إيوان زينب المليكة التي
ما قال إن شعبها يجلّها
يقلها في كل ليلة
على بساط غيمةٍ
تجوب ما تجوب من بلادها
ترشُّ عطرها
على مهادها
ما قال جنٌ ماهرٌ
آتيك بالمعشوقة الهوى من قبل أن يرتد طرفك الحزينُ
قبل أن وأن
ما كشفت عن ساقها البيضاء
كي تضيء لجةً....
ما جاءت الحمامةُ السمراءُ بالزيتون
في منقارها لكي تدلّ سفني
إلى جزائر الإنقاذ والمجاز
والمدائن المدى.
يمامةٌ
وهدهدٌ
لم يفعلا الذي حلمتهُ
ما قدّما سوى الأوهامِ
والخيالِ
كي أخطَّ هذه القصيدة....
.....
ليلتكم سعيدة
6
(كاميرات مراقبة)
......
قبَّلها
في الصالةِ
فارتعَشَت من خوفٍ
وصليل مفاجأةٍ
كانت كاميراتُ مراقبةٍ
تغمض عينيها
كي تعطى الفرصة للقُبلة
أن تأخذ مجراها
وتغض الطرف حياءً
عما يفعله العاشق...
ياللإنسانيّة
في قلب الكاميرا.
7
(حفل تخرج)
........
في الصورةِ
في حفل تخرجنا
كانت كفٌ بيضاءُ
تلامسُ كفّي
في فرح عفويٍّ
فتزغرد عشرُ أصابع...
وتتيهُ
.....
الليلة
وبمحض الصدفةِ
كانت كفٌ شاخت
وامتلأت بتجاعيدَ
ونَمشٍ
تلمسني في الشارعِ
من حوّلَ محضَ مجازٍ
لحقائقَ دامغةٍ؟
8
آكل حزني
بالشوكة والسكينِ
تمضغهُ الأضراس الرخوة
في بطءٍ وتروٍّ
كم كان الحزنُ الآسرُ
صعبًا في الهضمِ
ولا يسمن أو يغنى
من جوع فتاكِ
أهواكِ
....
9
قطرةُ بنٍّ
بقيت في فنجانكِ
صارت شجرةَ بنٍ
باسقة.