إيهاب الشلبي
عَروسَ القَلبِ يا ألَقَ الجَمالِ وَيَا مَعْشوقَتي.. مُرِّي بِبالِي
لِأَذهَبَ فيكِ نحوَكِ مِنْ غُباري وَأَغْسِلَني بِأَموَاجِ انفِعَالِي
وَأَنفُضَ عن عُيونِي غُربَتَيْها بُعَادَكِ ثُمِّ عَتْمَةَ مَا بَدا لِي
فَمَا خَطَرَ الحَنِينُ إليكِ إلاَّ وَرَقَّ القلبُ في وَضَحَ اللَّيَالِي
وَطَارَ بِخَافِقِي عُصفورُ شَوْقٍ وَحَطَّ على هِضَابِكِ والتَّلالِ
وَغَازَلَ وَجْنَتَيْكِ لَهِيْبُ وَجْدي بِقَّافِيَةٍ مِنَ العِشقِ الزُّلالِ
وإنِّي يَا حَبيبَةُ إذْ دَعَانِي إليكِ الشَّعْرُ شَعَّ سَنا هِلالِي
وَأَبْرَقَ في الَمدَى كَفِّي وَحَرْفِي لِتَنْهَمِرَ الَمعاني مِن دِلالي
شَغُوفٌ كُلَّمَا هَجَسَتْ عُرُوقِي بِها لَبَّيْتُ شَوْقًا لا أُغَالي
فإنْ غَامَتْ بِعَينَيَّ الفَيَاِفِي وَشَرَّدَ خَطوَتِي غَبَشُ الظِّلالِ
وَضَاقَ بِيَ المَكانُ على اتِّسَاعٍ وأرَّقَ لَيلَ أجْفانِي اعْتِلالِي
أبُوْحُ لَها بِرَغْمِ أَنِينِ جُرْحِي أُحِبُّكِ فَوقَ ما فِيهِ احتِمَالِي
وأَخْلَعُ عَتْمَ صَمْتي واغْتِرابِي إلى بَاحِ التَّوَهُّجِ فالتَّعَالي
أَرَى صُوَرَ السَّنينِ أَتَتْ تِبَاعاً تَحُثُّ الخَطوَ في ضَوْءِ انثِيَالِي
صِبَايَ نَدَى يَديْها وارتِعاشِي وقُبْلَتُها على شَفَةِ احتِفَالي
تَموجُ الذِّكَريَاتُ سُهولَ قَمْحٍ تَنَامَى في سَنَابِلِها خَيَاليِ
وَتَخْضَرُّ العَوَاطِفُ بي حَنينَاً وبارِحَةُ اشْتِياقِي في اعتِمَالِ
فَقَدْ سَكَنَتْ خَلايَاها وَرِيدِي مُخَالِسةً دَمِي وسَرَتْ خِلالِي
وكُنْتُ سَكَبْتُ أَلحَانِي لَدَيْهَا وَغَنَّيْتُ الرُّبَا عِقْدَ اللَّآلِي
فَظَلَّ أرِيجُهَا بَيني وَبَيني يَضُوْعُ كَأنَّهُ مِسكُ الغّزالِ
أَلُمُّ شَذَا نَسَائِمِهِ بِكَفِّي وأَنْثُرُهُ وُروداً مِن سِلالِي
لإِربِدَ في سَماءِ الرُّوحِ بَوْحٌ تَفِيضُ بهِ القَصيدَةُ في ارتحَالِي
تَعَمْشَقَ حُبُّها وكَسَا ضُلُوعِي كَدَالِيةٍ وَكَمْ عَزَّ الدّوالِ
وكانَتْ بَلْسَمَتْ بي مَا تَشَظَّى مِنَ الآمَالِ واحْتَمَلَتْ ضَلالِي
فَهَل لِي أنْ أُعاتِبَها قَليلاً وفي بعضِ العِتابِ مُنى الوصَالِ
فَعَادَتُها تُعَلِّقُ مَنْ هَواها بِحبْلِ الوُدِّ لَكِنْ لا تُبالِي
فَحِيناً هيْ تُعانِقُهُ وَحِيناً تُفَارِقُهُ على غيرِ انشِغالِ
وَتَنْأَى عن حَبيبٍ مَا جَفَاها كأنَّ النَّأْيَ عُنوانُ الدَّلالِ
ألا يَا حُلوَتِي حَسْبِي مُعَنَّى مِنَ الهُجرَانِ يَكْفِيني..تَعَالي
ورِفْقاً بِي أنا رَهَفُ القَوَافي وأنتِ وميضُ أَحْرُفِها الغَوَالي
لإربِد في فَضاءِ الرُّوحِ نَجمٌ تلآْلآَ ضَوْؤُهُ حَدَّ اشْتِعَالي
ولَولا قِبلَتي كانَتْ جَنوباً لَيَمَّمْتُ الصَّلاةَ إلى الشَّمالِ
سَأَبقَى يَا (أرابِيلاَّ) وَفِيَّاً لِمحْرَابِ الوَدَاعَةِ والجَمَالِ
لِحضْنِ بَرَاءتِي وَمِهَادِ شَدْوِي ومَرْبعِ فِتْنَتي وذُرَا جَلالي
أنا ابنُكِ يَا (أَربيلاَّ) أُنادي وَصَوْتِي إلْفُ زَيتونِ الأعَالِي
وقلبي نابضٌ كَسُفوحِ تَلٍّ وَوجْهي حِنْطَةُ الأرضِ الغِلَالِ