غسان تهتموني
شاعر أردني
(1)
في الليلِ هتفتُ
كمن يحذفُ للجبِّ حكايتهُ
لأداري برقيق الكمِّ أمانيكْ
في الليل هتفتُ
أنامُ جواركَ خلفَ وداع
لا يقصيكْ
كم يأخذنا العمرُ إلى سكَّتهِ
وبزلفى الدمعةِ يقدمنا
عبرَ سريرٍ لا يدنيكْ
(2)
أهبطُ بالحزنِ إلى هاويتي
أستجدي لبناتِ البيتْ
(3)
فيضُ قميصٍ حبّر بالكحل الوعدْ
فيضُ قميصٍ هامَ ببرعمِ طيبكَ
في المهدْ
(4)
وصواعكَ أبدًا ممدودةْ
تفتحُ يا ابن الدمعِ دموعكَ
للقلب ورودهْ
تبسمُ للحزنِ بودٍّ
وتجدِّدُ للقمحِ وعودهْ
من شاهدَ منكمْ ولدي؟
مسَّ بذرّات السحرِ صعودهْ
من شاهدَ منكمْ ولدي؟
يعدو بنسيمِ الغرّةِ
يستبقُ الأقرانَ ولا يخشى الظلمةَ
كم عرفوا في الجبِّ صمودهْ!!.
(5)
وتطلُّ بأنملهِ الذكرى
يا أمّ تعالي من غبش الرؤيا
من مهجِ اليتمِ الطافحِ
قولي من شاهدَ منكمْ ولدي؟
وأعادَ لشوق النهرِ شفيفهْ
من شاهدَ منكم ولدي؟
يرسمُ للنبتِ حفيفهْ
أختبرُ الآنَ طباعي
أحملني، أحمل للبيدِ وداعي
هلْ مرّتْ قافلةُ اليومِ؟
وهل عرجَ الغرباءُ لإيلياءَ** بُعيدي؟
هل شاهدتِ بماضيكِ.. قليلًا
ولداً لا يشبهُ ولدا.
بالله عليكِ أنيري
ببقايا الريشِ أنيري
ظلماتِ الروحِ لأهدأ منكِ لأهدأ
وأنيري ساحاتِ الغربةِ فينا
وَجِدي سببًا للحبّ
أسفاً لا يشبهُ أسفا
ولداً لا يشبهُ ولدا.
____________
*ما صرّحتْ به "راحيل" والدة سيدنا يوسف عليه السلامْ.
**من أسماء القدس القديمة