إسماعيل بوزيد
كاتب وباحث مغربي متخصص في الفلسفة والفكر المعاصر
تعتبرُ إشكاليَّة الحريَّة من بين الإشكالات الأساسيَّة والمهمَّة التي شغلت ثلة من الفلاسفة والمفكرين والباحثين، الذين عملوا على معاينتها وفحصها، ليس بهدف تجاوزها، وإنَّما بهدف فهمها وتحليلها، ومن ثم صياغة تصوّر دقيق لها؛ يأخذ بعين الاعتبار الشروط التاريخيَّة التي تبلورت فيها، ثم السياقات النظريَّة المختلفة التي وردت فيها. بيد أنَّ الحديث عن تصوّرٍ جامعٍ مانعٍ لمفهوم الحريَّة صعب، إن لم يكن ممتنعٌ، لأنَّه ليس لديه معنى واحدٌ، وإنَّما معانٍ متعدّدة ومتنوّعة ومختلفة، تختلف باختلاف السياق الذي ورد فيه، وكذا الخلفيَّة "Background" التي ننظر من خلالها إليه. ولهذا يصعب دراسة ومقاربة إشكاليَّة الحريَّة، التي تثير بدورها جملة قضايا -مثل قضيَّة التحرُّر من الشموليَّة- ما تزال الفلسفة السياسيَّة والأخلاقيَّة تواجهها إلى يومنا هذا، قصد تحليلها وتفكيكها، ومن ثم تقديم تصوُّر لها.
"الحريّة هي المقدَّس الزَّمني للبشر"(1)
قبل الخوض في تحليل إشكاليَّة الحريَّة، وإبراز مختلف القضايا التي تثيرها، لا بدَّ أوّلًا من صياغة بعض الإشكالات التي يُثيرها هذا الموضوع، وهي إشكالات مهمَّة وأساسيَّة، لأنَّها تفتح المجال لإعمال التفكير بكل آليّاته التي ترمي إلى التجديد والإبداع، وليس إلى النقل والاجترار، وهذا ما سنسعى إلى تبيانه في هذا المقال؛ فما المقصود بالحريَّة؟ وما المقصود بالشموليَّة؟ وما العلاقة الحاصلة بين الحريَّة والشموليَّة؟ هل هي علاقة تضاد وتباين أم علاقة توافق وتماثل؟ وكيف يُمكن التحرُّر من الشموليَّة؟ أليس الرهان على الحريَّة مَدخلًا أساسيًّا للتحرّر من الشموليَّة؟
بادئ ذي بدءٍ، يلزم الإشارة ها هنا إلى أنَّ مشكلة الحريَّة ما تزال مشكلة ميتافيزيقيَّة محضة، تواجه الإنسان المعاصر كما واجهت أجداده من قبل في كل زمان ومكان، ولكنَّ الإنسان المعاصر قد أصبح أقدر من غيره على مواجهة هذه المشكلة، ومن ثم التعرُّف على علاقة الحريَّة بالواقع الاجتماعي، وصِلتها بالتاريخ السياسي. وتبعًا لهذا التصوُّر، فإنَّه لم يعُد ممكنًا الفصل بين مشكلة الحريَّة ذات الطابع الميتافيزيقي ومشكلة الحريَّة ذات الطابع السياسي(2)؛ بمعنى هناك تلازم بين المشكلتين، على الرغم من انتمائهما لمجالين مختلفين، هما: الأخلاق والسياسة.
يبدو أنَّ الحريَّة في معانيها العامَّة تعني حريَّة الفعل، وضرورة استبعاد الإكراه قدر الإمكان(3). غير أنَّ حريَّة الفعل ها هنا، لا تعني فعل كل ما يشاء الفرد فعله، لأنَّ هذا الفهم المغلوط لحريَّة الفعل من شأنه أن ينتهك حريَّة الآخر، وإنَّما تعني فعل ما يمكن فعله دون أن تنتهك حريَّة الآخر. ويتجسَّد هذا الفهم الصائب للحريَّة في دولة القانون أكثر منه في حالة الطبيعة، التي ينتفي فيها النظام والأمن والاستقرار، وتعمّ بالمقابل أعمال الفوضى والعنف والتخريب، إنَّها حالة "حرب الكل ضدّ الكل" بلغة "توماس هوبز"Tomas Hobz؛ لأنَّ القانون هو الذي ينظم علاقات الأفراد فيما بينهم، ومن ثم يكفل لهم ممارسة حريَّاتهم وحقوقهم وواجباتهم على أحسن وجه. ولذا يكاد يمتنع الحديث عن الحريَّة في غياب القوانين، على الرغم من كون هذه الأخيرة تحدّ من حريَّة التعبير والحركة والفعل، فإنَّها تبقى مسألة ضروريَّة لا بدّ منها، لأنَّها تصون وتحفظ الحريَّة من الانتهاك والانتفاء. ولكن، أين تكمن أهمية الحريَّة بالنسبة للإنسان؟ أو بعبارة أدق، ماذا تشكل الحريَّة بالنسبة للإنسان؟ أليس من خلال الحريَّة يتميّز الإنسان عن بني جنسه؟
تُشكِّل الحريَّة جَوهر الإنسان، إذ من خلالها يتميّز ويتفرّد عن غيره من بني جنسه (الحيوان)، وهذا التميّز يتم من خلال قدرة الإنسان على الفعل من عدمه، وعدم قدرة الحيوان على ذلك، وليس المقصود هنا بالفعل استعمال العنف أو القوة، وإنَّما التصرُّف وفق المبادئ العقليَّة. ويُشترط في هذا الفعل ألا ينتهك حريَّة الآخر، وكلما تعدّى فعل شخص ما مجاله المحدود، ولم يحترم بذلك حريَّة الآخر، فإنَّه لا يُعتبر فعلًا عقلانيًّا، بقدر ما يعدُّ عنفًا وقوةً تجليًا في صورة فعل، ومن ثم فهو لا ينتمي إلى النوع فحسب، وإنَّما ينتمي أيضًا إلى الجنس؛ فهو ينتمي إلى النوع (الإنسان) من خلال الفعل العقلاني، وينتمي بالمقابل إلى الجنس من خلال استعماله للعنف والقوة. وفضلًا عن ذلك، تعدُّ الحريَّة بحسب تصور "حنا أرندت" Hannah Arendt شرط الوجود الإنساني؛ فهي تأخذ هنا طابعًا أنطولوجيًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا، أي أنَّ الفضاء العمومي مَشروط بالحريَّة، ويكاد يمتنع تشكيل هذا الفضاء في غيابها. وبموجب هذا التصوُّر، تنتفي كل الصفات السياسيَّة المميّزة للنظام الشمولي، وخاصَّة السيطرة، الواحديَّة، الاضطهاد، القمع والجبر(4).
ترجع جذور مفهوم الشموليَّة Totalitarisme إلى نهاية القرن الثامن عشر، وخاصَّة إلى عام 1794، حيث قدَّم "روبسبير" Robespierre الصياغة الأولى لهذا المفهوم الجديد على الثقافة الفرنسيَّة(5). ولكن، لم يأخذ هذا المفهوم تصوُّره الحقيقي والواضح إلا فيما بعد، وخاصَّة في بداية القرن العشرين، وتحديدًا في الاستعمال الإيطالي "Totalitario"، الذي اتخذه "بينيتو موسيليني" Benito Mussolini لتعيين طبيعة نظامه. ولم يبق المفهوم حبيس الثقافة الإيطاليَّة فحسب، وإنَّما انتقل أيضًا بعد ذلك إلى ألمانيا، وظهر في كتاب "كارل شميث" Carl Schmitt الموسوم بـ"الدولة الشموليَّة"، ثم تتابعت الدراسات والكتب حول مفهوم الشموليَّة، وظهر على سبيل المثال لا الحصر، كتاب "فرانز بوركنو" Borkenau Franz الذي يحمل عنوان "عداء الشموليَّة"، حيث بيَّن فيه الطابع الشمولي للبلشفيَّة Bolchevisme، والفاشية Fascisme، والنازية Nazisme. بيد أنَّ هذا المفهوم أخذ معانٍ جديدة بعد نهاية الحرب العالميَّة الثانيَّة، ونشوب الحرب الباردة بين بعض الدول من أجل نيل السيادة على كل دول العالم، وقد أسهم في ذلك مثقفون وعلماء اجتماع وسياسة، وفلاسفة كثيرون، ومنهم على وجه التحديد "كارل بوبر" Karl Popper، و"حنا أرندت"، و"مشيل فوكو" Michel Foucault(6).
يرى "ليسك كوزاكوفسكي" Leszek Kolakowski بأنَّ الشموليَّة هي نظام يحاول إعطاء الدولة سلطة كاملة على جميع مناحي الحياة الإنسانيَّة، لتدمير المجتمع المدني بالكامل، وتوسيع ملكيَّة الدولة لكل شيء، ولجميع الأفراد الذين ينتمون إلى مجالها الترابي. بل الأكثر من ذلك، إنَّ الشموليَّة الحقيقيَّة هي العبوديَّة الطوعيَّة Servitude Volontaire للحكام والطغاة من قِبَل الشعوب المُكبَّلة بالقيود السياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة(7). وإذا كان النظام الشمولي يحترم بعض أشكال الحريَّة الخارجيَّة، ويفسح المجال أمام إمكانيَّة وجودها ومُمارستها، فإنَّه يقيّد المجال الخاص لكل أفراد شعبه، ومن ثم يمارس عليهم القهر والجبر، من خلال مراقبة أفعالهم وأعمالهم، وتكبيلها بجملة من القيود القانونيَّة والأخلاقيَّة.
قدَّم "هربرت ماركوز" Herbert Marcuse مثالًا على الاستعمال غير الإرهابي الواضح لمفهوم الشموليَّة؛ إذ يقول: "إنَّ الشموليَّة ليست مجرَّد توظيف سياسي للإرهاب فحسب، وإنَّما هي أيضًا توظيف اقتصادي تقني غير إرهابي، يتم من خلال رفع شعار المصلحة العامَّة، ومن ثم يحقق كل الأهداف الاقتصاديَّة والسياسيَّة التي يصبو إليها. وفي ظل هذه الظروف لا يمكن أن تحدث أيَّة معارضة فعالة للنظام الشمولي، لأنَّ هذا الأخير حقق أهدافه الاقتصاديَّة والسياسيَّة، وتمكن من الوصول إلى السلطة، والسيطرة على كل شيء، بما في ذلك الشعب، ومن ثم ممارسة القهر عليه، والاضطهاد والجور. ولذلك فالاستبداد ليس نتيجة لشكل معيّن من الحكومة أو الحزب فحسب، وإنَّما هو أيضًا نتيجة لنظام معيَّن من الإنتاج والاستهلاك الاقتصاديين. وإذا كانت الشموليَّة هي سيطرة كاملة على المجتمع، فإنَّ الشموليَّة الحقيقيَّة متضادة والديمقراطيَّة، لأنَّ هذه الأخيرة تتأسَّس على التعدديَّة، في حين أنَّ الشموليَّة لا تتأسَّس إلا على الواحديَّة"(8).
ولا غرو إن قلنا هنا، إنَّ الشموليَّة مشروع سياسي يصبو إلى استغلال أخطاء الديمقراطيَّة، وأنَّ مفهوم الشموليَّة يتضمَّن -مقارنة بالديكتاتوريَّة أو الطغيان أو الاستبداد- خصائص مهمَّة، منها الإيمان بالمستقبل في إطار تأويل للتاريخ، والمناهضة الكاملة للديمقراطيَّة الليبراليَّة، والعمل على تأطير كلي للفرد، ثم المراقبة الكليَّة لمختلف أشكال التعبير. وتبعًا لذلك، تعمل الأنظمة الشموليَّة(9) على خلق التبعيَّة المطلقة للمنظومة التربويَّة، والاعتماد على جهاز من القمع والإرهاب، ومعاداة الحريَّة بجميع أشكالها. وهكذا، يمكن تحديد المعالم الكبرى للشموليَّة في أربع نقاط أساسيَّة: أوّلًا، الاعتماد على أيديولوجيَّة تنبُّئيَّة تحتكم إلى شكل من أشكال فلسفة التاريخ. وثانيًا، الاعتماد على الحزب الجماهيري الواحد. وثالثًا، احتكار وسائل الإعلام. ورابعًا، الرقابة البوليسيَّة العنيفة(10).
يبدو أنَّ العلاقة الحاصلة بين مفهومي الشموليَّة والحريَّة هي علاقة تضاد، وغالبًا ما يتم التعبير عن هذا التضاد الحاصل بينهما باعتباره تضادًا بين العبوديَّة والحريَّة، الاستعباد والتحرُّر، الحريَّة الجماعيَّة والحريَّة الفرديَّة، الجماعة والفرد، الواحديَّة والتعدديَّة، المغلق والمفتوح، العنف والحق، الظلم والعدل، احتكار السلطات وتوزيع السلطات، وغيرها من المفردات الدالة على التضاد القائم بين مفهومي الشموليَّة والحريَّة. وإذا كانت الحريَّة تحفظ الحقوق الفرديَّة والجماعيَّة في آنٍ واحدٍ، ومن ثم تحقق للجميع العيش في أمان وسلام دون قمع أو اضطهاد، وبعيدًا عن كل أشكال العنف والإرهاب، فإنَّ الشموليَّة تنتهك الحقوق الفرديَّة والجماعيَّة، وكذا الحريَّة الفرديَّة، بدعوى أنَّها تحترم الحريَّة الجماعيَّة وتحفظها وتعمل على تحقيقها، ومن ثم يغيب الأمن والسلام، ويحضر القمع والاضطهاد بشتى أشكاله. ولهذا يمكن القول: إنَّ العلاقة الحاصلة بين مفهومي الحريَّة والشموليَّة خاضعة لجدليَّة الغياب والحضور، فكلما غابت الحريَّة حضرت الشموليَّة، وكلما غابت الشموليَّة حضرت الحريَّة.
بحسب وجهة نظر "حنا أرندت"، فإنَّه لكي نخرج من هذه الحركة المميتة، ومن هذه الشموليَّة المرعبة، يلزم أن نراهن على الحريَّة والتحرّر من الشموليَّة؛ فالحريَّة ها هنا لا تعني أكثر من القدرة على الفعل "Action" من عدمه، لأنَّ جوهر الإنسان وماهيته تظهر في قدرته على الفعل، ولا شيء غيره. وبموجب هذا التصوّر، فإنَّ الفعل هو النشاط الوحيد الذي يربط بين الأفراد داخل الفضاء العمومي، ومن ثم يتيح إمكانيَّة إقامة علاقات متعدّدة ومتنوّعة بينهم. وفضلًا عن ذلك، أكدت "حنا أرندت" في غير مرَّة على التعدّد باعتباره شرطًا أساسيًّا للوجود الإنساني، الذي يتكوّن من أفراد لهم خلفيّات ومرجعيَّات مختلفة ومتنوّعة، ومتناقضة ومتضادة في بعض الأحيان(11).
ومن الواضح أنَّ طرح ومناقشة موضوع الشموليَّة لا يمكن بأيَّة حالٍ من الأحوال، أن يفصل أو يفكر فيه بعيدًا عن الحريَّة، بل الأكثر من ذلك، إنَّ العمل على تحليل هذا الموضوع قديمًا وحديثًا، وتحت مقولات مختلفة وتسميات متعدّدة، كان باسم الحريَّة، ومن أجل الحريَّة والتحرّر. وتبعًا لذلك، فإنَّ تحليل الأنظمة الشموليَّة لا يصبو إلى تثبيتها في العالم المعيش، وإنَّما يرمي إلى التحرّر منها، لأنَّها حالة مضادة للحريَّة، ولذلك يلزم تحليلها ليس من منطلق تبريرها كما فعل مؤسِّسوها ومروِّجوها ومنظِّروها(12)، وإنَّما من منطلق التحرُّر منها(13). وهكذا يتبدّى إذًا، أنَّ الحريَّة هي المدخل الأساسي الذي يتيح لنا إمكانيَّة تحليل وتفكيك الشموليَّة، ومن ثم تبيان خطورتها على حياة الشعوب التوّاقة إلى التحرّر. ومن دون هذا المدخل فإنَّ أي تحليل وتفكيك لمفهوم الشموليَّة غير ممكن بتاتًا، لا لشيء إلّا لأنَّ الحريَّة توفِّر الأرضيَّة التي تسمح لنا بإثارة مثل هذه النقاشات، قصد تقديم السُّبل الكافية لنقضها وتقويضها، ومن ثم التحرُّر منها.
حاصل القول؛ إنَّ الحريَّة باعتبارها جوهرًا أساسيًّا يتميَّز ويتفرَّد من خلاله الإنسان عن بني جنسه، ما فتئت تتوارى عن العالم المعيش بسبب بروز بعض الأنظمة الشموليَّة، من قبيل الفاشيَّة، النازيَّة، الستالينيَّة والبلشفيَّة، التي تعادي الحريَّة بجميع أشكالها، وتغتصب السلطة وتحتكرها، وتستبدّ بشعبها، وتتبنى العنف بشتى أشكاله، ومن ثم تقمع وتضطهد وتقهر كل مُخالف لها يرغب في التحرّر من بطشها. إنَّ تواري الحريَّة وانتفاءها من العالم المعيش، يعني حضور الشموليَّة، لأنَّ العلاقة الحاصلة بينهما خاضعة لجدليَّة الغياب والحضور؛ فما حضرت الحريَّة إلّا وغابت الشموليَّة، وكلّما غابت الحريَّة حضرت الشموليَّة. بيد أنَّ التحرُّر من الشموليَّة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحريَّة، بوصفها مدخلًا أساسيًّا يوفر الأرضيَّة الملائمة لتحليل الشموليَّة وتفكيكها، ونقضها وتقويضها، والتحرّر منها، ومن ثم تنتفي كل أشكال القهر التي من شأنها أن تحدّ من وجود الذات في العالم المعيش، وعندئذٍ تُحَقق الذات كينونتها، وتتصرّف طبقًا لإرادتها وطبيعتها التي جُبلت عليها، وننتقل بذلك من المجتمع المُغلق إلى المجتمع المفتوح.
• الهوامش:
(1) Raymond Polin, La liberté de notre temps, problèmes et controverses, Paris, J. Vrin, 1977, p. 207.
(2) زكريا إبراهيم، مشكلة الحرية، مكتبة دار النصر، القاهرة، ص4.
(3) الزواوي بغوره، الحرية والشمولية: دراسات في الفلسفة السياسية والاجتماعية المعاصرة، دار سؤال للنشر ودار صوفيا، بيروت، ط1، 2018.
(4) Hannah Arendt, On revolution, Penguin Books, New York, 2006, p. 52
(5) Nestor Capdevila, Totalitarisme, Idéologie et Démocratie, Actuel Marx, Cairn. Info, Presses Universitaires de France, 2004, p. 167.
(6) الزواوي بغوره، مرجع سابق، ص16.
(7) إيتيان دو لا بويسي، مقالة في العبودية الطوعية، عبود كاسوحة، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، ط1، 2008، ص94-95.
(8) Marcuse Herbert, L’homme unidimensionnel, Paris, Ed, de Minuit, 1968, p. 31.
(9) قدمت حنا أرندت في كتابها "أصول الشموليَّة" تحليلًا دقيقًا لبعض الأنظمة الشموليَّة، من قبيل النظام النازي، والنظام الستاليني، ومن ثم بينت أنَّ الشموليَّة تمثل نظامًا سياسيًا جديدًا، يختلف جملة وتفصيلًا عن الأنظمة وأشكال الحكم التي عرفتها الإنسانيَّة منذ القدم. انظر:
Hannah Arendt, The origins of totalitarianism, A Harvest book, Harcourt Brace Jovanovich, New York London, 1973.
(10) الزواوي بغوره، مرجع سابق، ص17-18.
(11) Hannah Arendt, The human condition, The University of Chicago press, 2nd Edition, 1998, Etats-Unis, p. 23.
(12) يرى كارل بوبر أنَّ الجذور الأولى للنظام الشمولي نجدها عند أفلاطون "Platon"، فهذا الأخير هو الذي وضع الأسس الأولى لهذا النظام، وتطور فيما بعد مع كل من هيغل "Hegel"، وكارل ماركس "Karl Marx"، اللذين قدّما تصوّرات جمَّة ساهمت في تبريره وترويجه. ولهذا يَعتبر بوبر أنَّ أفلاطون وهيغل وماركس لم يفعلوا شيئًا أكثر من التنظير للشموليَّة؛ أي للديكتاتوريَّة، وبلغة بوبر "المجتمع المغلوق". انظر: كارل بوبر، المجتمع المفتوح وأعداؤه، الجزء الأول، السيد نفاذي، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 2014.
(13) الزواوي بغوره، مرجع سابق، ص11.