ويسيلٌ العُمرُ عليكْ.!

مازن شديد
شاعر أردني

ها أنتَ تشيخُ بصمتْ
هي ذي روحكَ تشهقُ،
بين سَديم العتمةِ،
وحقول النارْ
ها أنتَ كما لا أنتَ تريدْ
ترقد في شرنقةِ الحزن،
يحاصركَ الإعصارْ
ها أنت كما لا أنتَ تريد
تهجركَ طيوركَ وخيولكْ
يهجركَ كلامكْ
وتُلملم دمعك بين يديكْ
ويسيلُ العمر عليكْ..!
_منك يسيل العمر عليكْ_
ويغمرُ أغصانكْ
تُحصي فيه سنينكَ مع خيباتكْ
وتُفلّي فيه عظامكْ
قبل رحيلك نحو جهاتٍ مجهولة
تفقد فيها لونكَ ولُغاتكْ...!
***
ها أنت تُعدّ العُدّة،
كي لا تنطفئ وحيدًا،
وبعيدًا عنكْ
_كما لا أنت تريدْ_
تبحث في العتمة عن خيمةِ ظِلْ
ونبضكً يوميّا في قلبكَ يصهلْ....!!
***
ها أنت تدُقّ البابْ
وتعلم أن لا باب أمامكْ
وأن لا أحد وراء البابْ
فتصرخُ في البريّة وحدكْ
وتكتب من نزفكَ:
يا ربْ
يا حارس هذا الكوكبْ
زمّلني يا رب بآياتكْ
خلّصني من زمن الصّلبْ
مسعورٌ هذا الزمن ومجنون
لا معنى فيه لنا
ومواسمه تهجرنا
والمنطق فيه بلا منطق
أو أحدبُ أو أجربْ....!!
***
ها أنت تدقّ الباب
_وتعلم أن لا بابَ أمامكْ_
فتمهّل قبل مجيء ختامكْ
كي لا يُدميكْ
شانئكَ الأبترْ
فالقادم غيم أحمرْ.!
***
يا هذا لا تتمهلْ
وابدأ من ليلكَ وحدكْ
واقرعْ كل الأجراسْ
فوق رؤوس الناسْ
كي يصحو الناسْ
يا هذا...
لا تتأخرْ!!.