يرتدُّ لي طرفي

أحمد نمر الخطيب
شاعر أردني
***
لا بأس
نحن الآن في ملكوتهِ
نصفٌ حيارى
ثمّ نصفٌ في الترابْ!
لا بأس قافيتي مجزّأةٌ على كتفينِ من ثقَلِ السرابْ!
غرّبتُ في قولي
ولكنْ شاقني شرقٌ قصيُّ
قلتُ: أسترعي انتباهَ الماء في حضن السحابْ!
العابرونَ إلى السماء تجذّروا في لوحة التشريقِ
فانكسر الغيابْ!
لا بأس أنْ أحتلَّ مرتبةً، أجاورها، إذا
ما مرَّ من خلفي غرابْ!
ليضجَّ بي وترٌ على أشجارهِ
خيلٌ، وفي أعماقهِ ظلٌّ، وفي محرابهِ
ولدٌ مصابْ!
***
لا تستريحي، قال مُختلٌّ لامرأةٍ،
لقد وقَعَ الحنينُ على جسور الليلِ، لم يأنس بها،
والليلُ عاقبهُ، فخرَّ النجمُ في أرضٍ يبابْ!
أنا ذلك المأسورُ بالعنّابِ، لا أهذي
ولا أتوسّط المعنى، فقد كَثُرَ العتابْ!
لا بأس أنْ يرتدَّ لي طرْفي
فألقى خامة المعنى أمامي شارعًا
يصطفُّ فيهِ العابرونَ إلى الحدائق متعبينَ،
ولستُ مبنيًّا على الإعرابْ!
هم هكذا
ولِدوا فُرادى، قال مُختلٌّ لامرأةٍ، ولمْ
يُغلِقْ عليها البابْ!
***
الطائراتُ كثيرةٌ وجريئةٌ
والرملُ محشوٌّ بمائدة الخرابْ!
***
وهنا سأسألُ: لو هُمُ ناموا على مضضٍ، ولم
يستصلحوا وزنًا جديدًا، ما الذي سيقولهُ المنفيُّ
للمنفى إذا كُشِفَ الحِجابْ؟!
أيقولُ قد وقعت حوافِرُنا على النسيانِ
أيقولُ أشعلنا ثِقابَ الشمسِ في ليلٍ غريبْ
أيقولُ فاض الصمتُ عن كتِفِ الزمانْ
أيقولُ، ليس يقولُ، قلتُ يقولُ، ليس يقولُ
لكنّ المنافي علَّمتْهُ الآنَ تفسيرَ الكتابْ!