مؤثراتٌ صوتيّة

فيوليت أبو الجلد
شاعرة لبنانية

-1-
ماذا تفعلُ امرأةٌ مثلي
في فيلم رعبٍ قديم؟
لماذا أتنقّل هكذا بثوبٍ أبيض
وسحنةٍ شاحبة؟
الشموع المضاءة
المؤثرات الصوتية
الموسيقى التي تخرج من شقوقٍ في الأرض
لأخاف وأخيف
كأنَّي بين الحياة والموت أطوف بين الجدران
بجسدٍ ليّن وأحزان خصبة
كأنَّما روحٌ ما تتعذب في روحي.
فتاة صغيرة بيدها دمية
منذ الأزل في الغرفة العلويّة
منذ الأزل لا أريد أن أكبر
لكنَّي كبرتُ
بقيَت الفتاة تطوف بيدها لعبة وعالم آخر
يخافون مني وأخافهم
لا هم أسلافي ولا أبنائي،
زائرون .. عابرون .. غرباء
ماذا تفعل شاعرةٌ مثلي
في منزلٍ بلا قراصنة، لا لصوص، لا قُطّاع طرق
في مصيدة الرعب القديمة
ثمة فيلم سيبدأ
دمية وحيدة
وامرأة.
-2-
لا أحد معي في الغرفة
لا في البيت
لا في الحب
لا في المدينة
تطرق بابي كائناتٌ مخيفة.
رجلٌ أعمى لا يتوقف عن مناداتي بأسماء أعدائي،
امرأةٌ تلهثُ هاربةً من عشّاقها،
عشاقها الواصلين واحداً تلو الآخر
أطفال لم أنجبهم وأيد صغيرة تمتد وتبكي.
من النافذة يأتي صوت الكمان من اللامكان.
في المطبخ عجوزٌ تعدُّ المائدة وهي تغني ... لا أراها
لا أحد معي الآن
أكتب كي لا ينتهي هذا المشهد
كي لا يأخذ الغرباءُ مظلاتهم
الأقرباءُ قبعاتهم؛
لأنَّ الشعرَ عتبةٌ بين مستحيلَين،
رهانٌ خاسرٌ بين عالمَين
وأنا أبالي
أكتبُ لأنَّ حياتي تطرقُ الباب
موتي يطلُّ من النافذة
لأنَّ كائناتي عمياء
وأنا أرى.