ثورة الجينوم ومصير الإنسان ‏ ‏(استعراض لموقف هابرماس الأخلاقي)‏‎ ‎

د. حسام الدين فياض

قسم علم الاجتماع كلية الآداب جامعة ماردين (جامعة حلب سابقًا)‏

 

 

تتضمَّن الثورة البيولوجيّة التَّجديد؛ شأنها في ذلك شأن جميع الثورات العلميّة والتقنيّة. إنَّها ‏تدفع بفيْض من الجدَّة إلى حياة ملايين من الأفراد، وتواجههم بتغيُّرات غير مألوفة، وبمواقف ‏يعاينونها لأوَّل مرَّة، وعندما تصل التغيُّرات القادمة إلى أعماق حياتنا وكياننا، وبنائنا، ‏ووراثتنا، فإنَّها سوف تحطِّم العلاقات التقليديّة، وسوف تعصف بقيمِنا، وبتصوُّراتِنا لكلِّ ‏شيء. فإذا كان الزَّوال هو أوَّل المفاتيح لفهم اﻟﻤﺠتمع الجديد، فإنَّ الجدَّة هي المفتاح الثاني.‏

 

شهدت العقود الثلاثة الماضية طفرة هائلة في مجال العلوم البيولوجية والتقنيات الحيوية ‏وتطبيقاتها، مما يسمح لنا بالقول إنَّ القرن الحادي والعشرين سيكون إلى درجة كبيرة هو ‏عصر علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية (‏Biotechnology‏)، حيث من المتوقَّع لهذه ‏التطبيقات أن يكون لها تأثير اقتصادي واجتماعي كبير على أوجه الحياة كافة في معظم ‏مجتمعات العالم، وهذه الثورة في العلوم البيولوجية خطفت الأنظار عن علماء الفيزياء ‏وحولتها إلى علماء البيولوجيا في الوقت الحالي وربما في المستقبل أيضًا. إنَّ التطورات ‏الأخيرة في علوم الحياة كالاستنساخ وغيره من الطفرات يشير إلى قدرة هذه العلوم على ‏إحداث انقلاب خطير، لا يقتصر على الصعود بعلوم البيولوجيا إلى مركز الصّدارة فحسب، ‏بل يمتد إلى ما هو أكبر وأخطر من ذلك بكثير إلى حدود تصل إلى صعوبة التمييز بين العلم ‏والخيال(1).‏

إنَّ الثورة البيولوجية المتسلحة بالمعرفة والتكنولوجيا الإحيائية، تهدف في الواقع إلى أن تصنع ‏مجتمعًا جديدًا، لا مجتمعًا معدّلًا، مجتمعًا ليس مجرّد صورة مكبَّرة من مجتمعنا الراهن، وإنَّما ‏مجتمع جديد. هذه الفرضية المنطقية البسيطة لم يُهيّأ لها بعد أن تبدأ في صبغ وعيِنا، ومع ‏ذلك، فإننا ما لم نفهمها، فإننا حريّون بأن ندمِّر أنفسنا في محاولتنا التكيُّف مع الغد. فالإنسان ‏المعاصر يحتاج إلى الخيال عندما يواجه ثورة، لأنَّ الثورة لا تسير في خطوط مستقيمة فقط، ‏ولكنها أيضًا تلتفّ وتنثني، وتتراجع. إنها تُقبل في شكل قفزات كميّة، ودون تقبُّلنا للمنطق ‏الثوري فإنَّنا لن نستطيع أن نحرِّر خيالنا لينطلق إلى آفاق مستقبل هذه الثورة البيولوجية ‏الخطيرة ومنجزاتها وأحلامها(2). ‏

كما تتضمَّن الثورة البيولوجية التَّجديد شأنها في ذلك شأن جميع الثورات العلمية والتقنية. إنها ‏تدفع بفيض من الجدّة إلى حياة ملايين من الأفراد، وتواجههم بتغيرات غير مألوفة، وبمواقف ‏يعاينونها لأول مرة، وعندما تصل التغيرات القادمة إلى أعماق حياتنا وكياننا، وبنائنا، ‏ووراثتنا، فإنها سوف تحطم العلاقات التقليدية، وسوف تعصف بقيمنا، وبتصوراتنا لكل ‏شيء. فإذا كان الزوال هو أول المفاتيح لفهم اﻟﻤﺠتمع الجديد، فإنَّ الجدّة هي المفتاح الثاني. ‏

سوف يتكشَّف مستقبل الثورة البيولوجية عن متوالية لا تنتهي من الحوادث العجيبة، ‏والاكتشافات المثيرة، والمآزق المستحدثة، بحيث إنَّ الإنسان بالنسبة لذاته يصبح كالرحّالة ‏الذي يسكن بلدًا معاديًا، ليجد نفسه -ولمّا يكَد يستقرّ- مضطرًا إلى الرحيل إلى بلدٍ ثانٍ، ثم ثالث ‏وهكذا... فيصبح الفرد تجاه المنجزات السلبية للثورة البيولوجية أشبه بغريب في بلد غريب. ‏إنَّ الجوانب الوظيفية والنفسية الأساسية لحياة الإنسان تتغيَّر اليوم، وسوف تتغيَّر غدًا أكثر ‏فأكثر أمراض الماضي الخطيرة التي ستختفي، بحيث يرجع الموت أساسًا إمّا لحادثة أو ‏لإنهاك، وبلى الأعضاء الحيوية، فالثورة البيولوجية قد هيّأت في إيجابياتها فرصًا جديدة بدأت ‏تظهر أمام الإنسان لإطالة العمر، وذلك بفضل التطور السريع لعلم زراعة الأعضاء، وبعده ‏وشيكًا تجديد الأعضاء(3). وميادين هذه الثورة كثيرة يمكن لنا أن نلخص أهم مجالاتها، وهي ‏كالآتي:‏

‏1-‏ هندسة الجينات: ‏

بدأ مفهوم هندسة الجينات عندما توصَّل العالم الأميركي "جيمس واطسون"، وعالم الفيزياء ‏الحيوية البريطاني "فرانسيس كريك" عام 1953 إلى تركيب جزيء الـ(‏DNA‏)(*) من خلال ‏النموذج الحلزوني، ومنذ ذلك الحين تجتاح العالم ثورة بيولوجية جزيئية هائلة تأخذنا من ‏اكتشاف علمي إلى آخر(4). وبذلك يعتبر هذا الحدث المهم إيذانًا بمولد علم البيولوجيا الجزيئية ‏Molecular Biology‏ الذي حمل في طيّاته آثارًا بعيدة المدى، سواءً على النبات أو ‏الحيوان أو الإنسان، حيث بدأت الاستفادة من الدراسات الجينية في علم الطب، وأصبح هناك ‏ما يعرف بالعلاج الجيني وعزل الجينات وتطويعها لدراسات التشخيص الجيني للأمراض ‏الموروثة حتى في المراحل الأولى من التكوين الجيني(5). حيث اتَّصف العقد الأوَّل من القرن ‏الحادي والعشرين بتسارع يخلب الألباب في علوم الجينات. فبفضل تطورات تكنولوجيا ‏القراءة التسلسلية للـ(‏DNA‏)، والتي خفضت كلفة هذه العملية 14000 ضعف في الفترة ‏‏1999- 2009، وتوفّرت الآن السلاسل النهائية لـ(14) حيوانًا في الثدييات ومسوّدات أو ‏نسخ كاملة للعديد من الفقاريات واللافقاريات والفطريات والنباتات والأحياء الدقيقة. كما برز ‏علم الجينات المقارن كمنهج متين لدراسة التطور ووظيفة الجينوم(**)على مستوى تفصيلي لم ‏يكن يتخيّله أحد قبل عدة سنوات(6). وبمعنى آخر؛ فإنَّ التقدُّم المتزايد الذي حقّقه وسيحقّقه ‏الإنسان في مجال بحوث الوراثة‎ ‎والجينات سيفتح له الآفاق للاقتراب كثيرًا من العصر الذي ‏يستطيع فيه أن يؤثر على صورة أو هيئة سلالته ليخرج إلى الوجود على الصورة التي ‏يريدها، بل وربما ينجبهم بطريقة التحكُّم أو ما يسمّى حاليًا (التخليق الجيني) ‏Ectogenetical‏ وهو أمر اعتبره بعض الباحثين تهديدًا للبيئة البشرية، أو أنه ضرب من ‏ضروب موت الفجأة، ويتعلق بتغيرات محتملة في ‏‎"‎الجينات" ‏Genes‏ نذكر على سبيل ‏المثال، أنَّ العلماء في كلية الطب بجامعة "ستانفورد" استطاعوا حديثًا أن يجمعوا "تكوينًا ‏جينيًّا" من مصدرين مختلفين، ويشكّلوا منهما جزيئًا واحدًا فعّالًا من الناحية البيولوجية هو ‏جزيء (‏DNA‏). بعبارة أخرى، إنهم حققوا بنجاح "هندسة ومعالجة جينية" متقدمة جدًا تنبئ ‏بإمكانيات فعالة ومهولة. لقد استطاعوا في واقع الأمر أن يوحِّدوا جزءًا من جينات واحد من ‏البكتيريا مع جينات ضفدع، وأطلقوا على الكائنات التي توصّلوا إليها اسم "الكمير" لأنها ‏بحسب تصوُّرهم لها، تشبه الكائنات الخرافيّة المسماة بهذا الاسم، وهي مخلوق له رأس أسد ‏وجسم عنزة وذيل ثعبان، ولقد فزع هؤلاء الباحثون وغيرهم فزعًا شديدًا بسبب نجاحهم إلى ‏حدّ أنهم شكلوا جماعة في الأكاديمية القومية للبحوث، وتدارسوا إمكانية إرجاء كل التجارب ‏التي تنطوي على مخاطر، ومنها إعادة تركيب جزيئات (‏DNA‏) إذ قد يستطيع المرء على ‏سبيل المثال، أن يطور جرثومة تسبب مرضًا لا نعرف له مضادًا لعلاجه،‎ ‎ممّا يؤدّي إلى ‏كارثة تهدد الحياة، مثل هذه البحوث يجري حقًا في إطار الحرب البيولوجية، ولكن وفق ‏معايير صارمة تكفل الأمن البيئي(7). وفي النهاية تُوِّج ذلك كله بمشروع الجينوم البشري أو ‏الطاقم الوراثي وأثارت هذه الاكتشافات تطبيقات كثيرة تحمل العناوين التالية: هل الجنس ‏ضروري للإنجاب؟ المبيض الصناعي- تخزين البويضات- أطفال الأنابيب- مصانع لإنتاج ‏الأطفال- الشباب الأبدي- عقول جديدة للشيوخ- السيطرة على المزاج- شباب الذاكرة- الذكاء ‏للجميع- السيطرة على الألم والعقل- هندسة الوراثة- اللعب بالوراثة- الجراحة الوراثية- تحسين ‏نسل البشر- صناعة وإكثار الخلايا الحيّة. وبالطبع فإنَّ هذه القضايا تثير جدلًا قانونيًّا وأخلاقيًّا ‏واجتماعيًّا(8). ‏

‏2-‏ ‏ الاستنساخ في الثدييات:‏

هو عملية يتم فيها استهداف الوصول إلى كائن حيّ مكتمل باستخدام خلايا جسديّة مأخوذة من ‏أنسجة الجسم العاديّة، والمقصود هنا بالخلايا الجسديّة (غير الجنينيّة)، وتختلف عن الخلايا ‏الجنسية وهي الحيوانات المنوية للذكر والبويضة للأنثى التي تنقل الصفات الوراثية. ويكون ‏هذا الجنين المتكون متطابقًا من حيث الجينات الموجودة بنواة الخلية الأوليّة مع الشخص الذي ‏أُخذت منه الخلية الجسدية، بمعنى أننا لو أخذنا خليّة من شعر رأس رجل واستخلصنا الشريط ‏الوراثي من الخلية سيكون الجنين حاملًا للجينات نفسها بالضبط. أمّا عن عملية ‏الاستنساخ(9)، فإنها تتم بالبداية من خلال أخذ خلية جسدية من الكائن الحيّ الذي نريد ‏استنساخ جنين يحمل صفاته الوراثية والجينية نفسها، ثم يقوم العلماء بتفريغ هذه الخلية ‏وفصل نواتها التي تحتوي داخلها على الشريط الوراثي المحتوي على الجينات ‏DNA)‎‏)، ‏والمادة الجينية المستخلصة من داخل النواة عبارة عن 46 كروموسومًا. ثم يقوم العلماء ‏بإدماج النواة التي تنتمي للكائن الحيّ الأول داخل بويضة مفرّغة النواة كحافظة لها. ثم ‏يعرِّضون البويضة لشحنة كهربائية بحيث تبدأ بالانقسام، وبالتالي تُزرع الخليّة الشارعة ‏بالانقسام في رحم الأنثى، حتى تكوّن جنينًا طبيعيًا يفترض أن يولد بشكل طبيعي(10). ففي ‏فبراير/ شباط 1997، أعلن معهد "روز لين" بأدنبرة "اسكتلندا" عن ولادة النعجة "دوللي" ‏في يوليو/ تموز 1996، بعد أن أخذ العلماء خلية من ضرع نعجة بالغة تمَّ إدماجها مع ‏بويضات غير مخصبة لنعجة أخرى، وبعد فترة وجيزة أعلن الباحثون في مركز "أوريجون" ‏لأبحاث الرئيسيّات بأميركا أنهم أنتجوا قردين "ريساس" ذكر وأنثى من أجنة مستنسخة. ولم ‏يتوقف اللعب والتلاعب بالاستنساخ على مستوى الحيوانات(11)، "بل تعداه إلى الإنسان، ‏حيث قام العالمان الأميركيّان "جيري" و"روبرت" عام 1993 بعملية استنساخ لأجنة بشرية. ‏وتعتمد الفكرة على أنَّ أصل أيّ كائن حيّ هو خلية واحدة تنقسم إلى اثنتين ثم أربع وهكذا. ‏بمعنى أنَّ الجنين يمرّ خلال تكوينه المبكر بخليتين فأربع فثماني خلايا... وهكذا. فإذا تمَّ فصل ‏الجنين ذي الخلايا الأربع كيميائيًا -وهذا يتم بصورة طبيعية أثناء تكوين التوائم في رحم الأم- ‏يمكن الحصول على أربعة أجنّة، ويمكن أن نجعلها تستمر في النموّ لفترة خارج الجسم ‏لمرحلة معيّنة ثم يتمّ زراعتها في رحم الأم. وفي الوقت نفسه يمكن تجميد بعضها وزرع ‏جنين واحد. وفي جميع الأحوال النتيجة واحدة. إنه عصر الاستنساخ البشري"(12). "والنتائج ‏الأوليّة لهذه التجربة مثيرة وخطيرة في آن واحد وتتلخص في أنه يمكن استنساخ أيّ عدد من ‏الأجنّة من أصل خلية واحدة؛ أنه يمكن الاحتفاظ بأيّ من هذه النسخ المتطابقة وراثيًّا مجمّدة ‏لأيّ فترة ثم يسمح لها بالنموّ مرة أخرى، ممّا يؤدّي إلى نمو جنينين متطابقين وراثيًا ‏ومختلفين عمرًا، ولأيّ فترة مطلوبة بحسب طول أو قصر فترة التجميد"(13).‏

إنَّ مثل هذه التقنيات المتطورة في التلاعب في الخلايا والوصول إلى الاستنساخ يحمل في ‏طيّاته الكثير من المخاطر المستقبلية، فقد أصبح جسم الإنسان في وقتنا الراهن محلًا للتجارب ‏العلمية وللتلاعبات الوراثية والتقنية بشكل لم يُعرف له مثيلٌ في تاريخ البشرية. ويبدو من كل ‏ذلك أنَّ هدف الأبحاث الطبية والعلمية، وعلى أقل تقدير موضوعها، أصبح إعادة تكوين ‏الإنسان وليس معالجته. والأبحاث والتجارب التي تتم في مجال الاستنساخ والعلاج الجيني ‏والإنجاب المساعد طبيًّا والتشخيص قبيل الزرع خير مثال على ذلك(14)، ممّا يثير الكثير من ‏القضايا الاجتماعية ويمسّ بكرامة الإنسان، وهذا ما دعا أحد العلماء للقول إنَّه إذا لم نجرِّم ‏استنساخ الإنسان، فإنه سيظهر رأي عام بتجريمه، لذلك يجب أن نضع حدًّا لهذا الاستنساخ، ‏وعلى الرّغم من الفوائد العديدة التي يذكرها المدافعون عن الاستنساخ والتي تتعلق بالحيوان ‏والإنسان، إلا أنَّ أحد العلماء قال: "نحن غير مهتمين أن نلعب دور الإله، ولكن يجب أن ‏نركّز اهتمامنا في أن نقوم بدورنا كأطباء". ونتيجة لهذا التطور في علوم الحياة بدأت ‏الأصوات ترتفع محذرة من عواقب هذه التطورات، وضرورة الالتزام بأخلاقيات العلم، ‏خاصة الأخلاق البيولوجية التي تتمثل في المعرفة البيولوجية المثيرة لمجموعة من القضايا ‏المتعلقة بتطبيقاتها العلمية البيولوجية والطبية، وهي دائمة الإثارة للآراء الجدليّة، وذلك لتباين ‏الأطر الأخلاقية والمعايير الثقافية والدينية والعرفية والقانونية المحدّدة وما لا يجب فعله من ‏تلك التطبيقات(15).‏

‏3-‏ ‏ توصيل جينات بشريّة إلى أجنّة الحيوانات: ‏

كشفت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية عن تطوُّر يشبه الخيال العلمي تقريبًا، قام فريق من ‏الباحثين بتوصيل جينات بشرية إلى جنين قرد في العام الماضي (2020)، ما أدّى إلى نموّ ‏حيوان بدماغ أكبر بكثير وأكثر تقدُّمًا. ‏

ويعمل الباحثون من معهد "ماكس بلانك" الألماني لبيولوجيا الخلايا الجزيئية وعلم الوراثة في ‏ألمانيا، مع فريق من المعهد المركزي الياباني للحيوانات التجريبية، على نسخ مزروعة من ‏جين ‏ARHGAP11B‏ البشري في جنين قرد القشة الشائع. حيث أفاد العلماء أنَّ القشرة ‏المخيّة الحديثة للقرد، الجزء من الدماغ المعني باللغة والتعلم، تضخّمت بشكل كبير من خلال ‏هذا الإجراء‎.‎‏ وتؤكد النتائج البحث السابق الذي يشير إلى أنَّ جين‎ ARHGAP11B‏ هو ‏عامل رئيس في تطوير الذكاء‎.‎

ويُلقي البحث الجديد، المنشور في العدد الحالي من مجلة "ساينس"، الضوء على كيفية تطوير ‏قدرات التفكير التي حوّلتنا من مجرّد أسلاف بشرية بسيطة إلى مخلوق طوّر الحضارات ‏والمدن والمركبات الفضائية‎.‎‏ وفي هذا السياق قال "مايكل هايد"، المؤلف الرئيس للدراسة، في ‏بيان صحفي: "وجدنا بالفعل أنَّ القشرة المخيّة الحديثة لدماغ قرود القش تضخّمت وانثنى ‏سطح الدماغ. صفيحتها القشرية كانت أيضًا أكثر سمكًا من المعتاد.‏

وشدَّد المؤلف المشارك في الدراسة "ويلاند هوتنر"، على أنه لم يُسمح للأشخاص الخاضعين ‏للاختبار على الحيوانات بالتطوُّر إلى ما بعد مرحلة الجنين بسبب مخاوف أخلاقية. لأسباب ‏تتعلق بالعواقب المحتملة وغير المتوقعة فيما يتعلق بوظيفة الدماغ بعد الولادة، اعتبرنا أنه ‏شرط أساسي وإلزامي، من وجهة نظر أخلاقيّة، لتحديد آثار‎ ARHGAP11B ‎‏ على تطوُّر ‏القشرة المخيّة الحديثة للجنين(16).‏

هكذا نجد أنه منذ الإعلان الرسمي لاستكمال الخريطة التقريبية للأطلس الوراثي "الجينوم" ‏صدرت ردود فعل وتحذيرات من مخاطر استغلاله باعتباره محاولة أوليّة لانتهاك جوهر ‏الحياة. ومع أنَّ فكّ رموز الجينوم البشري يمثل ثورة علمية وانقلابًا اجتماعيًا سيغير كثيرًا من ‏المفاهيم والقيم الاجتماعية والأخلاقية حول أصل الجنس البشري ومستقبله، فإنه في الوقت ‏ذاته سيتمكن من اقتحام ميدان تطوير الكائنات البشرية، حيث يصبح بالإمكان التلاعب ‏بالجينات والتحكم في الصفات الخاصة بالأجنة، الذي من الممكن أن يقود إلى وضعيات غير ‏محسوبة وإلى تضارب في الاعتبارات الأخلاقية(17). والحال أنَّ هذه الثورة العلمية الخطيرة ‏تشكل تحديًا مثيرًا ومخيفًا في آن واحد، إذا لم تخضع لمراقبة جديدة ومسؤولية عالية. وإذا ‏حدث أن تدخَّل العلماء لتغيير الجينات البشرية والتلاعب بها فلن تبقى هناك حدود فاصلة بين ‏العلم والمجتمع والثقافة. ولكن متى يصبح هذا التدخل تخطيًا للحدود الاجتماعية والأخلاقية؟ ‏وما هي التبعات الاجتماعية والأخلاقية، التي ستترتب على إنتاج كائن حيّ مُصنَّع أو إنتاج ‏مخلوقات جديدة ذات تشوُّهات خلقيّة، أو حين يفقد الإنسان خصائصه المورفولوجية ‏والانثروبولوجية؟(18) هذه التساؤلات دفعت بعدد من المفكرين والفلاسفة إلى التساؤل عن ‏مستقبل الطبيعة البشرية والتحذير من التلاعب بها، "إلى دقّ ناقوس الخطر بشأن تدخُّل ‏أطراف مستفيدة من هذه الثورة لتحريف إنجازاتها واستغلالها لأغراض لا إنسانية أو على ‏الأقل ستنطوي على تهديد لحميميّة الكائن البشري وكرامته وخصوصيته"(19). كان أوَّل مَن ‏تأثَّر نسقه الفكري بهذا الحدث "يورغن هابرماس"، حيث اتَّخذ منه موقفًا صريحًا وواضحًا ‏في كتابه "مستقبل الطبيعة البشرية نحو نسالة ليبرالية"(*) الذي صدر في فرانكفورت عام ‏‏2001، منطلقًا من العلاقة الجدلية بين أخلاق الفرد وأخلاق النوع، بعد أن أصبح للتطور ‏التكنو- بيولوجي انعكاسات أساسية في الأخلاق الفلسفية، "إذ يخشى هابرماس أن يؤدي الخلط ‏بين الطبيعي فينا و"المُعالَج" إلى تشويش فكرتنا الأخلاقية عن أنفسنا، إذ لا يمكن للإنسان بأن ‏يتحمّل أن تكون حياته ومستقبله محدَّدين جينيًّا، مع ما نعلم من مدلول ذلك بالنسبة إلى حريّته، ‏حيث لا يمكن للفرد أن يظل مؤمنًا بحريته إذا كان مستقبله ومآل أفعاله معلومين له من قبل. ‏فثمّة ضرب من الحق الأساسي لكل فرد في أن يكون مستقبله غير محدَّد"(20). ولكن ‏‏"هابرماس" لم يتناول هذه القضية من وجهة نظر الخبير‏،‏ بل الفيلسوف‏،‏ فيقول إنَّ ما أثار ‏اهتمامه قبل كل شيء‏،‏ هو إيجاد إجابة عن السؤال التالي‏:‏ "كيف يمكن لنا أن نغيِّر من رؤيتنا ‏لأنفسنا كبشر،‏ يعيشون ويتحمّلون مسؤولية أفعالهم‏،‏ عندما يأتي اليوم الذي نقوم فيه بالتحكُّم ‏في طبيعتنا الجينيّة أو في كيفيّة عمل عقلنا؟".‏

يرى "هابرماس" أنه إذا جاء اليوم الذي يصبح فيه تطبيق التكنولوجيا الحيوية على طبيعتنا ‏الجينيّة والتحكُّم في الأساس الذي يعمل من خلاله العقل البشري‏،‏ من المسائل الطبيعية ‏والروتينية‏،‏ فإنه من المحتَّم أنْ تتغيَّر رؤيتنا لأنفسنا تغييرًا كاملًا‏.‏ فإنَّ هذا التطوُّر من شأنه‏،‏ ‏بحسب قوله‏،‏ أن يؤثر بالضرورة في "الإدراك الباطني" الذي يعتبر مميّزًا لكل شخص‏،‏ والذي ‏يصاحب كل أعمالنا‏،‏ والذي يؤكد في النهاية أنَّ الفرد هو الذي يتحكّم ويصنع فكره‏.‏ ويقول ‏‏"هابرماس" إنَّ أحد العناصر الأساسية لهذا الإدراك، هو الاقتناع التام بأنَّ الفرد قادر على أن ‏يبني أفكاره وأعماله على أساس المنطق. فإذا تهدَّم إدراكنا هذا بالحريّة في التفكير والعمل، ‏عن طريق التحكُّم فيه عن بُعد، وتوجيهه، فإنَّ المؤسسات الديمقراطية سوف تنهار أيضًا. ‏لذلك فإنَّ الطفل الذي يتم تشكيله جينيًّا قبل مولده، بحسب رغبة الأهل، سوف يشعر عندما ‏يصبح في سن المراهقة بأنه سجين في تلك الرغبات السابقة ومقيّد في حريته الأخلاقية. وفي ‏تلك الحالة فإنَّ المراهق سيشعر أنه ليس مسؤولًا عن أفعاله، بل المسؤولون هم أهله الذين ‏اختاروا له تلك الصفات الجينية. وسوف يحمّلهم مسؤولية أفعاله. ويرى "هابرماس" أنَّ الأهل ‏يريدون الأفضل لأطفالهم‏،‏ ولكنهم لا يستطيعون أن يحدّدوا الصفات الأفضل في تاريخ حياة ‏ليست حياتهم‏.‏ لذلك فإنَّ الفيلسوف الألماني يرى أنه من الأفضل الاقتصار على إجراء ‏تغييرات جينية طبيّة‏،‏ حتى لا نخاطر بإجراء تغييرات جينيّة فكرية وعقلية تأتي بنتائج ‏عكسية‏.‏ على أنْ تتمّ تلك التغييرات الطبية بين أشخاص عاقلين قادرين على إعطاء موافقتهم ‏عليها(21).‏

بناءً على ما تقدَّم يصرُّ "هابرماس" على القول إنه من الخطأ الاعتقاد أن الفلاسفة ليست لديهم ‏أسباب كافية للدخول في سجال حول موضوع خطير كموضوع تغيير الجنس البشري من قبل ‏علماء البيولوجيا وعلماء الخيال الجامح والمهندسين المعجبين بهذا التطور، الذين لم يعودوا ‏يفكرون بأدواتهم العلمية الخاصة واستقلالية العلم والأخلاق، وإنما أخذوا يفرضون أخلاقًا ‏جديدة لجنسنا ومستقبله الحضاري. وإذا كانت الفلسفة الإغريقية حددت مفهوم الحياة الفاضلة ‏بمنهجية ما بعد ميتافيزيقية وأنثروبولوجية، فإن "هابرماس" يشدد على أن تكون الأخلاق ‏النوع امتدادًا لأخلاق المعرفة الأنثروبولوجية. فمنذ كارثة تشرنوبيل -كما يقول "هابرماس"- ‏بتنا نرى العالم كأنه جميل ومن دون تنميط، ومع ذلك لا يترك "هابرماس" نوافذ الأمل مغلقة ‏أمامنا، على الرغم مما يحدث في الصين، حيث بدأ العلماء بإنتاج أنسجة حية منها إنسان ‏والآخر أرنب ما يجعلنا نشعر بالقذارة والغثيان. ويرى "هابرماس" أن هذه النظرة المسطحة ‏للنظام الطبيعي ولأشكال الحياة الأخرى ينبغي بل يجب، أن تتغير ويبقى الإنسان هكذا بلا ‏تلاعب في طبيعته. ‏

أما عن موضوع استنساخ أعضاء بشرية محددة فينبغي أن يتم وفق إعداد علمي وتقني ‏متكامل وموضوعي ومنظم فلسفيًا، وعلى أسس علمية نقدية، وأن لا تكون الأفكار ذات طبيعة ‏مقدسة وغير ملموسة، إذ ينبغي لـ"علم تحسين النسل" -بحسب "هابرماس"- أن يكون إيجابيًا ‏وأن يتخطى قذارة الإنسان- الأرنب في كل الأحوال. ‏

وهكذا نجد أنَّ "هابرماس" قد حذَّر مرارًا من تبعات التلاعب في الجينوم البشري، ودعا ‏المؤسسات السياسية والقانونية إلى إنعام النظر في التقدم البيولوجي للعلوم البيولوجية منذ الآن ‏حتى لا تكون التبعات باهظة الثمن، واستشهد بقصة الأرنب المغلوب على أمره في السباق ‏الذي جرى بينه وبين القنفذ. الأرنب المسكين لم يلاحظ أنَّ في الملعب قنفذين هذا من ‏جهة(22)، ومن جهة أخرى يجادل "هابرماس" في هذا الصدد حول مشكلة تحسين النسل ‏الليبرالية، التي تقوم على تحسين جنس الفرد بإرادته، لكن المشكلة أن من ممكن أن يغير هذا ‏التحسين طبيعة الجنس البشري، الذي ما زلنا نتعايش معه في صورة طبيعية، فجسدنا المعطى ‏بهذا الشكل لم يصنعه أحد، ولكن عندما يتدخل بعضهم في تقرير الأسس البيولوجية لأطفال ‏مصنّعين من قبل الآخر، فهذا يعتبر اعتداءً على الأجنّة البشرية ويجعل الحياة الإنسانية مجرد ‏أداة لتحقيق أغراض اقتصادية، كما يحوّل السيطرة على الذات البشرية، بشكل مغاير لفهمنا ‏لأخلاقية وعينا الإنساني، وهو في الأخير يقودنا إلى حياة مستقلة ذاتيًا، ما يؤدي إلى إساءة ‏الفهم العالمي للأخلاق، بحيث تنمحي الحدود الفاصلة بين ما هو أصيل وما هو أو مصمم من ‏قبل الآخر. "فإن ذلك يفرض علينا أن نعالج بهدوء المسائل التي تطرح اليوم علينا؛ بحيث ‏يجب علينا أن نكون أكثر تهيؤًا لنعترف بأنه ليس من السهولة بمكان مواجهة ردّات الفعل التي ‏تثير الخوف بواسطة حجج أخلاقية نقيضة. أعني بذلك الحجج العلمانية التي عليها، في إطار ‏مجتمع يتسم بتعددية رؤاه للعالم، أن تحسب حساب إمكانية القبول عند الجميع"(23).‏

إلا أنَّ "هابرماس" على العموم حذَّر من تبعات التلاعب بالجينوم البشري الذي من شأنه "أن ‏يزعزع الفوارق الحادة بين الذاتي والموضوعي، بين ما ينمو طبيعيًا وما هو مفبرك في أماكن ‏لم تكن حتى الآن تحت تصرّفنا.... إن ذلك يمكن أن يعدل من فهمنا لأنفسنا من منظور ‏أخلاقيات الجنس البشري وهذا قد يؤثر على الضمير الأخلاقي- فإنّ ذلك والحالة هذه قد تمسّ ‏شروط النمو الطبيعي التي لا بد منها لنا حتى نستطيع فهم أنفسنا بوصفنا صانعي حياتنا ‏الشخصية وكأعضاء متساوين في الحق بالجماعة الأخلاقية"(24). لذا يرى "هابرماس" ‏ضرورة إبداء الرأي في تحفيز المؤسسات السياسية والقانونية لوضع تصورات وأفكار حقيقة ‏حول ما سمّاه "سيناريو تحسين الأجنة" لخلق الأرضية الأخلاقية التي من الممكن أن نقف ‏عليها تحت أقدامنا حينما تطرح قضية تكنولوجيا الجينوم بين أشخاص مؤسسات لها قابلية ‏على الفعل والاتصال"(25).‏

فرضت أبعاد هذه القضية المثيرة للجدل على "هابرماس" أنَّ الحل يكمن في ضرورة تفعيل ‏مبادئ وأسس فلسفة التواصل بمعنى أنه لا بد من الاعتماد على القوى العقلانية التواصلية ‏لتبادل وجهات النظر حول مواضيع تخص المصالح العامة ممّا يتيح انبثاق رأي عام حولها، ‏وذلك وفقًا لشروط وقواعد أخلاقية تنفي قهر الذوات أو السيطرة عليها أو خداعها ممّا يتيح ‏لهم الفرص بالتساوي للمشاركة في الحوار والنقاش، كما أنّ الإجماع لن يتم الوصول إليه إلا ‏عن طريق قوة الأطروحة الأفضل. بذلك تشكل هذه التطورات دافعًا قويًّا لتمسك "هابرماس" ‏بقوى العقلانية التواصلية لإنجاز عملية التحول الاجتماعي، التي تعتبر إحدى القضايا المهمة ‏التي تسعى العقلانية التواصلية إلى إيجاد حل لها ضمن إطار الحوار والمناقشة بعيدًا عن ‏ممارسات العنف والقمع، التي تفضي لا محال إلى قمع آراء الآخرين باغتصاب حقهم في ‏المشاركة الفاعلة في بناء مجتمعهم. وفي هذا الصدد يقول "هابرماس": "أودُّ انطلاقًا من ‏مقدمات دولة القانون الدستوري الصارمة، في إطار مجتمع تعددي، تقديم مساهمة تهدف من ‏خلال النقاش، إلى تحديد النقاط على هذه المشاعر الأخلاقية التي أيقظها الموقف فينا"(26). ‏

وإذا كان من المسلَّم به ضمان حرية البحث والابتكار للعلماء والباحثين، فإنَّ ذلك يجب أن ‏يقترن بمسؤولية أكبر من جانب العلماء أنفسهم، إذ شتّان بين باحث أو عالم يجري أبحاثه ‏وتطبيقاته كيفما شاء، أو بإيعاز من جهات رسمية، لا تضع في اعتبارها مصلحة الإنسان، ‏وباحث آخر يلتزم أبعادًا أخلاقية في إجراء تجاربه وتطبيق نظريّاته. والفرق بين عالم لا ‏مسؤول وعالم ملتزم ومسؤول كالفرق بين آلة ميكانيكية تؤدي عملها بلا إحساس أو شعور، ‏وإنسان يؤدي واجبه بوحي من الأخلاق الرفيعة والمسؤولية تجاه الآخرين.‏

والنتيجة الأخيرة التي نودُّ أن نؤكد عليها هي أنَّ ما هو في صالح البشر يجب تشجيعه، وما ‏هو ضد صالح البشر يجب إيقافه، ولذلك ستكون هذه الثورة محط اهتمام كل المجتمعات ‏الإنسانية، لأنها تختص بمادتنا الوراثية وإرثنا البيولوجي نحن كبشر. وقد غدا من الضروري ‏أن يعرف كل مثقف ومسؤول في عصرنا هذا تفاصيل وخبايا هذه الثورة، والقضايا التي ‏تعالجها والتي ستفجرها، فنتائجها تهمّنا جميعًا، وهذا الموضوع بلا شك يمسّ حياة كل منّا، ‏لأنه يطلُّ إطلالة واضحة على مستقبل الطب والعلم والأخلاق والحياة في هذا العصر(27).‏

 

الهوامش:‏

‏(1)‏ جمال عبدربه الزعانين: التغيرات العلمية والتكنولوجية المتوقعة في مطلع القرن الواحد ‏والعشرين في المجتمع الفلسطيني ودور التربية العلمية في مواجهتها، مجلة الجامعة ‏الإسلامية، غزة، المجلد10، ع2، 2002، ص79. ‏

‏(2)‏ سعيد محمد الحفار: البيولوجيا ومصير الإنسان، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة ‏والفنون والآداب، الكويت، ع38، نوفمبر، 1984، ص18.‏

‏(3)‏ المرجع السابق، ص18-19.‏

‏(*)      أي بنية الحمض النووي منقوص الأوكسجين.‏

‏(4)‏ فواز صالح: المبادئ القانونية التي تحكم الأخلاقيات الحيوية، دراسة مقارنة في القانون ‏الفرنسي والاتفاقيات الدولية، مجلة الشريعة والقانون، ع‎22‎، ذو القعدة 1425- يناير 2005، ‏ص151.‏

‏(5)‏ جمال عبدربه الزعانين، مرجع سابق، ص79. ‏

‏(**)  الأطلس الوراثي (الجينوم).‏

‏(6)‏ فرانسيس كولينز: هل بدأت ثورة الجينوم؟، ترجمة: علي الحارس، مجلة نيتشر، (1 أبريل ‏‏2010)، ص3.‏

‏(7)‏ سعيد محمد الحفار، مرجع سابق، ص19.‏

‏(8)‏ جمال عبدربه الزعانين، مرجع سابق، ص79- 80. ‏

‏(9)‏ لمزيد من القراءة والاطلاع انظر: تشارلز باسترناك: جوهر الإنسانية سعي لا ينتهي وحراك لا ‏يتوقف، ترجمة: زينب عاطف، مراجعة محمد فتحي خضر، مؤسسة هنداوي، المملكة ‏المتحدة، 2018، ص375 وما بعدها.‏

‏(10)‏ ‏ الاستنساخ-البشري-وتطبيقاته ‏www.ts3a.com

‏(11)‏ ‏ جمال عبدربه الزعانين، مرجع سابق، ص80.‏

‏(12)‏ ‏ أسامة أبوالوفا: الطريق إلى دوللي، قراءة في كتاب: الاستنساخ.. الطريق إلى دوللي، ‏للكاتبة جينا كولانا، مجلة أفق الثقافة، (السبت1فبراير2003).‏

‏(13)‏ ‏ محمد علي بدوي: استنساخ الأجنة ثورة علمية أم كارثة إنسانية، مجلة العربي، ‏ع454، (9/ 1996).‏

‏(14)‏ ‏ فواز صالح، مرجع سابق، ص165.‏

‏(15)‏ جمال عبدربه الزعانين، مرجع سابق، ص81.‏

‏(16)‏

‏ ‏https://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-8969729/Scientists-insert-‎human-genes-monkey-brains.html

 

‏(17)‏ ‏ إبراهيم الحيدري: النقد بين الحداثة وما بعد الحداثة، دار الساقي، بيروت، ط1، ‏‏2012، ص278. ‏

‏(18)‏ ‏ المرجع السابق نفسه، ص278-279.‏

‏(19)‏ عبدالمجيد السخيري: العلم والإتيقا: رهانات السوق، مجلة فكر ونقد (ثقافية، فكرية)، ‏ع55، (يناير 2001).‏

‏    (*)  يورغن هابرماس: مستقبل الطبيعة الإنسانية نحو نسالة ليبرالية، ترجمة: جورج كتورة، ‏مراجعة: أنطوان الهاشم، المكتبة الشرقية، ط1، 2006. ‏

‏(20)‏ عصام عبدالله: مستقبل الطبيعة الإنسانية، صحيفة إيلاف الإلكترونية، (الأربعاء 20 ‏ديسمبر 2006).‏

‏(21)‏ عصام عبدالله: رهان الحداثة وما بعد الحداثة، الدار المصرية السعودية للطباعة ‏والنشر والتوزيع، القاهرة، 2006، ص50-51.‏

‏(22)‏ ‏ إبراهيم الحيدري، مرجع سابق، ص279- 280-281.‏

‏(23)‏ ‏ يورغن هابرماس، مرجع سابق، ص29.‏

‏(24)‏ ‏ المرجع السابق نفسه، ص55.‏

‏(25)‏ ‏ إبراهيم الحيدري: هابرماس يحذر من سيناريو الجينوم البشري، صحيفة الحياة، ‏ع14022، (6/8/2001)، ص13.‏

‏(26)‏ ‏ يورغن هابرماس، مرجع سابق، ص32.‏

‏(27)‏ ‏ نعيمة علي صالح الفارسي: الثورة الجينية والأخلاق، رسالة ماجستير، جامعة ‏بنغازي، كلية الآداب، قسم الفلسفة، 2012، ص54- 152.‏