حصار

شعر: محمد ياسين

شاعر أردني

 

من هنا...‏

من خلالِ الحصارِ الذي ضربتهُ التلالُ ‏

على طاعنٍ في الدّجى يترقّبُ نبضَ سِراجْ

من هنا امتدَّ جسرٌ من الأمنياتِ لتلك الفِجاجْ

لنصفِ المسافةِ بينَ الضّـجيجِ القديمِ ووَهـدٍ أجاجْ

هنالكَ خلَّفتُ قلبًا جموحًا

وأسكنتُ في خافياتِ المـآربِ روحًا

وجئتُ هنا.. ‏

أرقبُ البحرَ من غيرِ روحْ

‏**‏

تركتُ المساءَ الخجولَ على بابها

يترصَّـدُ فجرَ اللّقاءِ الذي

كان يجعلُ وجهَ القصيدةِ مؤتلِـقًا بالحياةْ

تركتُ النّهارَ، ولونَ الفراشةِ ‏

والياسمينَ، ونفحَ اللافندر

والنايَ، والأغنياتْ

ولما يزل للمحبةِ طعمٌ على شفـتيّا

وملمسُ وجهِ الضّحى والفتونِ على راحتيّا

بذاكرةِ الغيمِ ريحٌ تساورني للهطولِ بكلّ الجهاتْ

‏**‏

يُسعِّرني البرقُ، والرعدُ يهتفُ بي لاجتيازِ الحنين

أيا شعرُ قُل ما تشاءُ

فكلُّ المنافذِ سالكةٌ للعبورِ

وكُن في فضائكَ زاجلةً للحبيبِ

تطوِّفُ فوقَ المدائنِ

كي ترِدَ الغايةَ المشتهاةْ

أيا شعرُ قُل ما تشاءُ بكلِّ اللّغاتْ

وسعِّر أواركَ.. أطلقهُ

لا تكظِمنَّ اللّــهبْ

‏**‏

بدرعِ السَّـريرةِ يومًا سيُحدَثُ شرخٌ

وأُلقي بميراثِ ليلٍ طويلٍ من الطّعناتْ

سأطفئُ ناريَ بالنّارِ

يا ربّـةَ الشّعرِ قومي

لنسموَ فوقَ الحصارْ.‏