عناة

 

شعر: موسى صالح الكسواني

شاعر أردني

 

الفكرةُ آنسة تحتالُ على

مرآةِ الرّوح وتسلبني منّي

الفكرة مَغناة عناةٍ(*)‏

أكتبُ سيرتها

فوق صفيحٍ من نورٍ وحبورْ

وأشقشقُ فوق مخدّتها

مثلَ الحلم الماكر كي لا أوقظها

وأراها تُرخي بسمتَها الحلوةَ

فوق حرير الحلم لكي

يَطهُر إشراقُ الضُّوء صباحًا في عينيها

أكتبُ سيرتَها

وهي تضاحكني في البعد النّائي خجلًا

لكنّي أسمع ضحكتها

فتفرُّ إلى فوضى فأفأتي موسيقى يعزفها

الحسون على غصن ريحانيٍ

يتأرجح في نَسَم مخمورْ

وارِفَةُ الفرحةِ

آخذةٌ بنواصي ما يُلفظ منّي

فأهيمُ فلا أدري

أهي الأضواءُ شموسٌ تومضُ في جسدي

أم شهبٌ تحرقُ دفقَ دمي؟

أكتبُ سيرتها

وأخبّئُها في أيقونةِ عشقٍ فيروزيٍ

حتى تتقدّس فيها أفئدة العشّاق

حسنائي

مصباحُ عناةِ المفقودةِ يستجلي طلَّتها

ما فاض من الألق الكونيِّ

على حبقٍ دريٍّ يتلألأ سحرًا في شفتيها

وأنا ما زلتُ بما أملك من تيهٍ

يفضحني حرفي المكسورُ

على رجفة قلب زُجِّجَ بالماسْ

أخشاني

أخشى ضلالي

فأذوبُ على وجع كي تشربَني

في آخر رشفتِها الكاسْ

‏- - - - - - - - - - - - - - - - - ‏

‏(*) عناة: هي آلهة الحب والخصب والجمال عند الكنعانيّين في فلسطين وبلاد الشام.‏