ما غايةُ الوصفِ؟
ما الموصوفُ؟
ما الصِّفةُ؟
وفي سكوتكَ ما لا تبلغُ اللغةُ
دعْ ذلكَ العبثَ الكونيَّ منسحباً
إلى السُّكونِ فإنَّ الظلَّ فلسفةُ
للصَّمتِ في زهوهِ العالي ترفُّعُهُ
لا حرفَ إلَّا أُريقتْ فوقهُ شفةُ
خذ البياضَ إلى أقصى دلالتهِ
واخرجْ إلى الشَّمسِ فالتَّاريخُ مقبرةُ
ما ثمَّ إلَّا صدىً يعوي
وحادثةٌ من الدِّماءِ
وأُخرى بعدُ موشكةُ
لا خيمةٌ تختلي بالرِّيحِ، لا قمرٌ،
ولا الحنينُ من الأعماقِ ينفلتُ
صحراءُ تمتدُ عُرياً في مخيلتي
وصرخةٌ بعدُ لم تُخلقْ لها رئةُ
ليَ الطَّريقُ التي مهَّدتُها بدمي
وليْ خطىً صوبَ أيامي مؤجَّلةُ
وليْ غدي الحرُّ، لا أمشي على أثرٍ،
واهتدي بيْ أنا الماضونَ والجهةُ
أُرخي حبالَ خيالي ثمَّ أجذبها
كأنَّ ظبياً سماويَّاً سيلتفتُ
كأنَّني أوَّلُ الرائينَ، يدهشني هذا المدى
والسَّماواتُ المصوَّرةُ
أُصغي إلى الرُّوحِ في أشجانِ غربتها
وأعبرُ الدَّهرَ منحازاً لمن صمتوا
ما حاجتي لكلامٍ لم يذقهُ فمي
نحتُّ من صخر قلبي لا كما نحتوا
أنا السُّؤالُ الذي يجتزُّ حَنْجَرةَ الأشياءِ
إنْ كانَ للأشياءِ حَنْجَرةُ
في أيِّ معنىً أُواري حكمتي ندماً
فجثَّةُ الأرضِ فوقَ الماءِ مُهمَلَةُ
ولا عزاءَ لقلبي في فجيعتهِ
كأنَّني صرخةٌ في الرِّيحِ مُرسلَةُ.
***