(( التِّيهُ الطَّريقْ ))

أمين الربيع
شاعر أردني


حينَ آوى إلى ظلالٍ تجفُّ الشَّمسُ في حلقِها،
توكَّـأَ صَمتًا.
نملةُ الوقتِ تبحثُ الآنَ عن صيْدٍ لتقتاتَ،
أيَّ شيءٍ تأتَّى.
قالَ:
أُلقي على صخورٍ قريباتٍ خِطابًا
يُشابهُ الرِّيحَ، حتَّى
لمعتْ خَلفهُ عروقٌ من الصَّخرِ،
شقوقٌ رأينَهُ .. كُنَّ سِتًّا.
شَأنَهُ الوقتُ ظلَّ مُرتبكًا،
لمْ يتحدَّثْ ولمْ يُبادِلْهُ سَكْتا
لحِقَتْ أرجُلُ الظَّهيرةِ نصفَ الظِّلِّ،
شاختْ عزيمةٌ تتفتَّى
عَبَرتْ حيَّةٌ يُشاكلُها الرَّملُ،
غيومٌ يسومُها القيْظُ فتَّا
ماؤهُ جُرْعةٌ تلمَّظَها منذُ ثلاثٍ،
وخبْزُهُ صارَ نَبْتا.
خاطبَ التِّيهَ: ما الطَّريقُ؟،
خُطاكَ الآنَ _ زادَتْ ظنونُهُ _ إنْ ثَبَتَّا
قالَ لوَّامًا خَطْوَهُ: لمْ تُردْها؛ أقبلتْ فُرصَةٌ
ولكنْ عَنِتَّا
وهوى يضربُ الحجارةَ يأسًا بِعَصًا،
صاحَ: كنتُ أعنيكَ أنت!.
أرهَفَ السَّمْعَ،
كَزَّ مُرتعِدًا،
آنَسَ من جانبِ الهزيمةِ صَوتا
*
لمْ يكنْ غيرَ وهمِ ما يتمناهُ، عظيمٌ مُصابُهُ
وأساهُ الآنَ جمْعٌ وفكرُهُ راحَ شَتَّى
*
ليسَ نحْسًا مؤكَّدًا
إنَّما قد يَنقُصُ الأمرَ ما نُسمِّيهِ بَخْتا
ليتَ ليْ من برودةِ البالِ بيتا
ليتني أنتَ يا أنا، زادَ ليتا.
وتمطَّى على الرِّمالِ كسيرًا
حالَ تمثالاً كادَهُ الدَّهرُ حتّا
*
أسندَ الرأسَ فوقَ كفٍّ وأرخى جفنَهُ ساهمًا،
وقالَ لشيءٍ ليسَ يدري مداهُ: هَلَّا التفَتَّ؟!.