"مهرجان جرش".. نهرٌ من ذهب.


محمود الخطيب
إعلامي وكاتب أردني
لملم "مهرجان جرش للثقافة والفنون"، أوراق دورته السابعة والثلاثين، بعد أن ترك في ذاكرة الناس أحد عشر يوماً من الفرح والفكر والثقافة والشعر والموسيقى، مخصّصاً أكثر من 500 ساعة من الفعاليات التي حاورت عقول الجمهور وارتقت بذائقتهم، فتفاعلوا معها مرددين أنشودة "ويستمر الفرح" في المدينة الأثرية العتيقة التي حوت سبعة مسارح، وفي غير مكان على امتداد مدن الأردن التواقة للفرح والحياة، في عمان والزرقاء وإربد والكرك والسلط ومأدبا.

افتتاحٌ مبهرٌ يستعيدُ التاريخ
وثّق الاستعراض الغنائيّ التمثيلي "نهر الذهب"، قصة مدينة جرش الرومانية العتيقة باعتبارها مهداً للحضارات، في حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان الذي رعاه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، وروى العمل قصة المدينة منذ تأسيسها مضيئاً على تاريخها وتراثها الثريّ واحتفائها بالإنسانيّة والفنون، مروراً بالعصر الإغريقيّ والنبطيّ والرومانيّ والإسلاميّ، حتى يومنا هذا. وكان يُطلق قديماً على مدينة جرش، اسم نهر الذهب، كونها تمتاز بشجر الزيتون، حيث كان الناس يعصرونه لاستخراج الزيت الصافي منه، وكانت شوارع المدينة تمتلئ بالزيت، الذي يشبه لون الذهب، ومن هنا جاءت التسمية.
وعلى امتداد ساعة من الزمن تمازجت نصوص الكاتب مفلح العدوان، مع ألحان طلال أبو الراغب وتوزيع أحمد رامي، مترافقة مع اللوحات الأدائية الراقصة التي صمّمتها رانيا قمحاوي، وأصوات الفنانين: قمر بدوان، وغادة عباسي، وجهاد سركيس، ورامي شفيق، ومارتنيا مجدي، وعدي النبر، حيث شاهد الجمهور الحاضر في حفل الافتتاح، انعكاس تاريخ المدينة الثري بمفردات التاريخ والحضارة، من خلال لوحات فنية استعراضية، وفق رؤية المخرجة لينا التل.
وأشارت رئيس اللجنة العليا للمهرجان، وزيرة الثقافة هيفاء النجار، في كلمتها بحفل الافتتاح، إلى أنَّ مهرجان جرش للثقافة والفنون يمثل عنواناً وطنياً عريضاً، وقالت: "تبزغ (اليوم) نجمة جديدة تُضاف لعمر المهرجان الذي يضيء قمره ليتواصل الفعل الثقافي والفني الجاد، بما تحمله مفردات المهرجان من قيم نبيلة ليستمر الفرح".

مصر.. ضيف شرف
لم تكن اجتراح فكرة حلول دولة ضيف شرف، على مهرجان جرش لأول مرة في تاريخ المهرجان اعتباطاً، فكان الهدف المعلن هو ترسيخ قيم الثقافة والفنون ومنحها بعداً عربياً قومياً ذا امتدادٍ عالميّ، ولذا اختيرت دولة بحجم جمهورية مصر العربية، باعتبارها أحد روافد الثقافة والإنسانيّة والإبداع، ومصدراً لمواسم الفرح، فجاءت المشاركة المصرية على قدر التوقعات في فعاليات ثقافية فنية متعددة، حيث خصّصت إدارة المهرجان، المسرح الشمالي للاحتفاء بالدولة ضيف الشرف، التي قدمت فعاليات تعكس قيمها التنويرية والحضارية والثقافية والفنية، من خلال حفل فرقة دار الأوبرا المصرية، وحفل الفنان هاني شاكر، وحفل الفنانة مروة ناجي، وحفل "فرقة وسط البلد"، كما انتقلت الفعاليات إلى مسرح الساحة الرئيسة، مع "فرقة مواويل الشعبيّة"، وحفل الفنان أحمد شيبة، وأثرت مشاركة الشاعرين أحمد الشهاوي وسامح محجوب برنامج الأمسيات الشعرية، لتخرج المشاركة المصرية كرنفالاً ثقافيّاً فنيّاً، يعكس تطور الحضارة المصرية وتنوعها.
وحظيت المشاركة المصرية في المهرجان، بحضور وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني، وطاقم وزارة الثقافة، ومجموعة من أبرز الأسماء الثقافية والفنية، مثل نقيب المهن السينمائية مسعد فودة، ورئيس مهرجان الاسكندرية السينمائي الأمير أباضة، ورئيس الموسيقى الشرقية في دار الأوبرا المصرية الدكتورة أماني سعيد، ورئيس مجلس إدارة قنوات مزيكا المنتج محسن جابر، والفنان سامح السريطي، كما شهد المهرجان حضور إعلامي مصري رسمي من القنوات التلفزيونية العاملة، التي صوّرت ساعات تلفزيونية مطولة، للبرامج الرئيسة، ومنها حضور الإعلامية منى الشاذلي التي وثّقت مجموعة من فعاليات المهرجان لبرنامجها الجماهيري.
وشاركت جمهورية مصر أيضاً في جناح السفارات، بعرض منتجاتها ومشغولاتها التي تعكس الهُوية الثقافية وأبرز الرموز المجتمعية المختلفة، إلى جانب سفارات المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ودولة قطر، وجمهورية العراق، ومملكة اليابان، والولايات المتحدة المكسيكية.

ثقلٌ ثقافيٌّ أردنيٌّ عربيّ
وتميّزت دورة المهرجان الماضية، باهتمامها الوافر بالبرنامج الثقافي الذي شهد مشاركة أردنية وعربية وعالمية، في محاوره المتعددة، في الشعر والقصة والرواية والندوات الفكرية والفن التشكيليّ والأدب الشعبي، فضلاً عن الاهتمام بالمبادرات الثقافية الخاصة بالأطفال الموهوبين في مختلف صنوف الإبداع.
ولعلَّ تخصيص إدارة مهرجان جرش، حفلاً افتتاحياً للبرنامج الثقافي، رعته رئيس اللجنة العليا للمهرجان، وزيرة الثقافة هيفاء النجار، بحضور المدير التنفيذي للمهرجان، أيمن سماوي، ووزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني، والوفد المرافق لها، ووزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، أضاف بعداً مثمراً لآليات الفعل الثقافي في المهرجان.
حيث كرّمت النجار، الفائز بجائزة "الشاعر سليمان المشيني لأفضل ديوان شعر بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين"، الشاعر علي الفاعوري، عن ديوانه "أهشُّ بها على ألمي"، والباحث والمؤرخ في حقل الأدب الشعبي، الدكتور هاني العمد، تقديراً لإنجازاته ودراساته وأبحاثه وما قدّم خلال مسيرته الأدبيّة.
وكرّمت النجار، بخلاف الذوات والمسؤولين المصريين الذين حلّوا ضيوفاً على المهرجان، مدير مهرجان الأمل السينمائي الدولي في الاتحاد الأوروبي فادي اللوند، والفنان الكويتي محمد المنصور، والإعلامي السعودي محمد الشهري. كما كرّمت لجنة اختيار الفائز بجائزة الأدب الشعبي، وهم: المؤرخة الدكتورة هند أبو الشعر، والشاعر الدكتور عطالله الحجايا، ومدير الدراسات والنشر في وزارة الثقافة الباحث الدكتور سالم الدهام.
حضورٌ بارزٌ لأدباء أردنيين وعرب
حفل البرنامج الثقافي الذي أقامه "مهرجان جرش" برعاية من مؤسسة عبد الحميد شومان، وبالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب الأردنيين، بحضورٍ أدبيٍّ رفيع من الشعراء والنقاد والباحثين، حيث اشتملت مفردات البرنامج، محاضرات عن "العمق التاريخي والأثر السياحي لجرش"، و"حقوق الملكية الفكرية"، و"عروبة القدس"، و"حال الرواية العربية"، و"المسرح وفنونه في العهد الروماني"، و"الإدارة السياسيّة والقانونيّة عند الرومان".
وجاءت المشاركة الأردنية في حقل الشعر، مختلفة ومتمكنة لعدد من أبرز الشعراء في صنوف الشعر المختلفة، وممن شاركوا في الأمسيات: زهير أبو شايب، وإيهاب الشلبي، وهشام عودة، وحافظ عليان، وحسن جلنبو، ومحمد محمود محاسنة، ومريم الصيفي، وجهاد أبو حشيش، ومحمد الخضور، وكامل النصيرات، وردينة آسيا، وعلي شنينات، وتيسير الشماسين، وعمر أبو الهيجاء، وناصر شبانة، وسمير قديسات، وعبد الرحيم جداية، وراشد عيسى، وعبد الكريم الملاح، وشيماء الحاج، وجوهرة السفاريني، ومهند دبابنة، وعبد الفتاح حجير، وآخرون.
كما شارك في الأمسيات القصصيّة التي قدمها البرنامج الثقافي، قاصون، منهم: شذى الروسان، وحسين أبو نبعة، وصبحة علقم، وعيسى حداد، ومنيرة صالح، وإبراهيم عقرباوي، وسعادة أبو عراق، وآخرون.
وجاء الحضور العربي في الأمسيات الشعرية، مبنيّاً على التنوّع والأثر الأدبيّ، حيث شارك شعراء لهم قيمتهم الإبداعيّة من دول عربية مختلفة، فشارك من مصر: أحمد الشهاوي وسامح محجوب، ومن سوريا: توفيق أحمد وعبد القادر الحصني، ومن العراق: حسن عبد راضي، ومن البحرين: بروين حبيب، ومن لبنان: شوقي بزيع وماجدة داغر، ومن سلطنة عُمان: عبد الرزاق الربيعي، ومن الإمارات العربية المتحدة: نجاة الظاهري، ومن السودان: روضة الحاج، ومن فلسطين: مراد السوداني، ومن تونس: سمية اليعقوبي.
كما شهد البرنامج الثقافي، مشاركة ثلاثة شعراء ينضمون الشعر الشعبي والعامي، هم: اللبناني طلال حيدر، والإماراتي علي الخوار، والسعودي صالح الشادي، وجاء اختيارهم لاحتفاء المهرجان في دورته السابعة والثلاثين بحقل الأدب الشعبي وفنونه المتنوعة.
مؤتمرٌ للأدب الشعبيّ
وإثراءً لحقل الأدب الشعبيّ، الذي احتفى به مهرجان جرش هذا العام، بعد أن احتفى بحقول الشعر والرواية والقصة القصيرة في الدورات السابقة، وتمكيناً لحضور جائزة الأدب الشعبي، ومشاركة شعراء ينتمون لهذا اللون من الأدب، خصّصت إدارة المهرجان أربع جلسات نقدية لمناقشة حال الأدب الشعبي وانعكاساته المهمّة على المجتمعات، وشارك في المؤتمر، نقادٌ وباحثون وخبراء في تدوين التراث الشعبي الأردني، وتأريخه ونقله إلى الأجيال الجديدة.
وناقش المتحدثون في الجلسة الأولى التي أدارتها الإعلامية نيفين عياصرة، "الأغنية الشعبيّة"، وتحدث بها الدكتور أحمد شريف الزعبي، مقدماً ورقته النقدية بعنوان: "ألوان الغناء الشعبي الأردني"، والفنان نصر الزعبي الذي قدّم ورقةً بحثيّةً حملت عنوان: "الأغاني من ألوان الأقاليم". فيما ناقشت الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور إسماعيل السعودي "الأمثال الشعبية"، وتحدّث فيها الباحث عايد أبو فرده عن: "خارطة الطقس في الأمثال الشعبية"، فيما قدمت الباحثة نوال الحردان، ورقة بحثية بعنوان: "تجليات في الأمثال الشعبية".
وحملت الجلسة الثالثة عنوان: "الحكايات الشعبية"، وتحدث بها الكاتب نايف النوايسة مقدماً ورقة بحثية بعنوان: "صورة المرأة في الحكايات الشعبية الأردنية والفلسطينية"، فيما تناول الروائي هاشم غرايبة في ورقته "ألوان الغجر جزء من تراثنا"، وأدارها الشاعر محمد سمحان، فيما حملت الجلسة الرابعة عنوان "الشعر الشعبي" وتحدث بها الدكتور عطالله الحجايا، مقدماً ورقة نقدية تحكي عن: "صورة البطل في الشعر الشعبي"، فيما استعرض الشاعر حسن ناجي حضور "الطفل في الشعر الشعبي"، وأدارها الشاعر محمد سلام جميعان.
مئويةُ مدرسة السلط
وفي إطار حرص "مهرجان جرش" على التشبيك مع مفردات الثقافة الأردنيّة بأشكالها وصنوفها كافة، احتفى المهرجان بمئوية مدرسة السلط الثانوية تحت عنوان "محبرة الأردن"، باعتبار أنَّ مدرسة السلط الثانوية ريادية مبنية على مشروع تربوي ومنتدى فكري يعلّم القيم ويؤمن بالأردن، وخرّجت رجالاتٍ قادت الدولة في جميع المراحل المهمّة في تاريخها.
واشتملت الاحتفالية التي أُقيمت على مدار يومين، ندوة "مدرسة السلط.. مئوية تزهو بتاريخ الأردن"، شارك بها الدكتور سعد الخرابشة، والسيدة هيفاء البشير، والباحث محمود الدباس، والدكتور جورج طريف، وأدارها الكاتب مفلح العدوان، فضلاً عن معرض توثيقي للمدرسة بجميع سنواتها، خاصةً سنوات التأسيس، بالتعاون مع دائرة المكتبة الوطنية، ومعرضاً آخر، يخصُّ مقتنيات الشاعر الراحل حسني فريز، من مؤلفات وصور وأوسمة تقلّدها، وهو الذي كان طالباً في المدرسة ثم معلماً ثم مديراً لها، كما عرض فيلم "محبرة الأردن"، الذي يحكي قصة المدرسة منذ ما قبل التأسيس حتى يومنا الحاضر، وهو عن نص مفلح العدوان وإخراج علاء ربابعة. وتضمن اليوم الثاني مشاركات احتفالية لفرق فلكلورية، هي: "فرقة بلدي الفلسطينية" و"الفرقة الشعبية المكسيكية" و"فرقة شابات السلط" و"فرقة السلط.. أصالة وتراث".
إعلامٌ ودراما
وخروجاً عن التقليدية والعادية في التعاطي مع مفردات البرنامج الثقافي للمهرجان، اجترح "جرش" ندوتين حواريتين نقديتين، الأولى: بعنوان "الإعلام والقدس" شارك بها الوزير اللبناني السابق الإعلامي جورج قرداحي والإعلامي المصري محمود سعد، أدارها وشارك بها الإعلامي الاردني هاني البدري، حيث تطرقت الحوارية إلى دور الإعلام العربي في التأكيد على عروبة القدس والدفاع عنها، وأضاءت على الدور الأردني المهم في الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المحتلة.
أمَّا الندوة الحوارية الثانية، فجاءت بعنوان: "مفهوم الدراما وأهمية نقل الواقع المعيش للجمهور"، وشارك بها وأدارها نقيب الفنانين الأردنيين، المخرج محمد يوسف العبادي، بمشاركة ونقيب المهن التمثيلية في مصر، د. أشرف زكي، والكاتب والسيناريست المصري د. مدحت العدل، والفنانة الكويتية هدى حسين، والفنانة السورية أمل عرفة، ناقشوا فيها ضرورة وجود خطاب ثقافي فني عربي موحد، وأجمعوا أن الدراما العربية قدمت أعمالاً عديدة تناولت الحياة والصعوبات التي يمرُّ بها المجتمع العربي ككل، باعتبار وظيفة الدراما أن تُحدث تغييراً جذرياً في المجتمع بصورة أشمل.

"سمبوزيوم" للفن التشكيليّ
من الإضاءات الإيجابية التي قدمها المهرجان هذا العام، احتفائه بالفن التشكيلي بالتعاون مع رابطة الفنانين التشكيلين، من خلال إقامة "سمبوزيوم للفن التشكيلي" بمشاركة 30 فناناً أردنياً هم: إبراهيم الديات، وأماني البابا، وأمل نجمة، وإيلاف النجار، وبسمة نجمة، وخالد بدور، وخولة حسين، ورائد قطناني، وربى نعيم، ورولى حمدي، وشادي كوكش، وشروق العبكي، وصباح السيوف، وغاندي الجيباوي، وفاتن الداوود، وفادية عابودي، ونعمة الناصر، ومازن جرار، ومؤمن نباهنة، وماهر الشعيبي، ومحمد القدومي، ومحمد بكر، ومحمد تركي، ومحمد ديباجة، ومعتصم كرابلية، ومي جاعوني، ونصر الزعبي، ووفاء الجريري، وياسمين أبو زيد، وياسمين حزين، فضلاً عن مشاركة ستة فنانين عرب، هم: إبراهيم الطنبولي ومحمد حميدة من مصر، ومحسن غريب من البحرين، وزمان جاسم من السعودية، وراشد دياب من السودان، ونزار مقديش من تونس، والفنان التركي أورهان أوغلو، والفنانة البيلاروسية أكسانا يوديكامنكا.
وحفل الـ"سبموزيوم" الذي توزّعت أيامه بين معبد زيوس في المدينة الأثرية العتيقة في جرش، وبين مقر رابطة الفنانين التشكيليين في اللويبدة، بتقديم الفنانين إبداعاتهم على المسطحات البيضاء، حيث خرجوا بلوحات ورسومات من مختلف مشاربهم الثقافية وبيئاتهم ومدارسهم التشكيلية، حيث افتتحت وزيرة الثقافة معرضهم الذي أتموا رسمه خلال فترة المهرجان، في مقر الرابطة.

في كلِّ بيتٍ فنان
كما دعم المهرجان في سياق اهتمامه بالفن التشكيلي، مبادرة "في كل بيت فنان" التي اهتمت بالأطفال الموهوبين في مجال الرسم من أبناء محافظة جرش، بإشراف من الفنان التشكيلي طارق العتوم، بمشاركة 12 طفلاً أعمارهم ما بين 10 إلى 17 عاماً، حيث هدفت المبادرة إلى تنمية مهارة الأطفال وإكسابهم الخبرات والرؤية البصرية الواقعية لصقل مواهبهم.
عبقُ اللون
وأتاح المهرجان الفرصة، للأطفال المكفوفين من أصحاب المواهب في الفن التشكيلي والموسيقى، لعرض إبداعاتهم ومواهبهم، ضمن مبادرة "عبق اللون" التي يشرف عليها الفنان التشكيلي سهيل بقاعين، بمشاركة 26 طفلاً من الأطفال الرسامين ذوي الإعاقة البصرية، أو من فقدوا حاسة البصر بصورة جزئية، حيث أبدعوا لوحاتٍ منوّعةً في حبِّ الوطن والقيم السامية، وضرورة المحافظة على البيئة وغيرها من المواضيع، والتي أسهمت في رفع قدرتهم في التعبير عن مكنوناتهم وأحاسيسهم، إضافةً إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم ودمجهم في المجتمع.
بشاير جرش
وامتداداً لاهتمام المهرجان بدعم المواهب الشبابية في مختلف صنوف الابداع، جاءت النسخة العاشرة من برنامج "بشاير جرش"، حافلة بأصحاب المواهب في حقول الشعر والقصة القصيرة والعزف والغناء والسينما والتصوير الفوتوغرافي والفنون التشكيلية، حيث شارك في البرنامج 170 موهبة جرى اختيارهم من بين مئات المتقدمين في كل الحقول، بإشراف الكاتب رمزي الغزوي.
ويُعتبرُ برنامج "بشاير جرش" للمواهب الشابة، منجماً غنيّاً يمدُّ الساحتين الثقافية والفنية بمبدعين حقيقيين من خلال الكشف عن مواهبهم وتقديمها للمجتمع لدعمها ورعايتها، من خلال رؤية المهرجان لتمكين الشباب. وتشكّلت لجنة الفرز والتقييم، من الكاتبة والناقدة الدكتورة نهلة الشقران، والناقد السينمائي والصحفي ناجح حسن، والمخرج الدكتور عمر نقرش، والكاتبة الدكتورة صبحا علقم، والفنان والملحن فتحي الضمور، والفنان التشكيلي كمال أبو حلاوة، والمصور الفوتوغرافي سقراط قاحوش.
نجومٌ جماهيريون
واستمع جمهور المهرجان، بالحفلات الفنية الجماهيرية التي أحياها فنانون أردنيون وعرب، حيث أعطى الحضور الجماهيري الكبير، انطباعاً مهمّاً لوسائل الإعلام العربية والجمهور في مختلف الدول، على دور "مهرجان جرش" في تقديم الفنان الأردني والعربي للناس بصورة تليق بالفن والموسيقى، ومن أبرز المشاركين، الفنانون الأردنيون: عمر العبداللات، وديانا كرزون، ونداء شرارة، وسعد أبو تايه، وأمل شبلي، ومحمود سلطان وحسان ووسام اللوزي، وحمدي المناصير، ورامي الخالد، فضلاً عن الفنان السوري جورج وسوف، والفنان السعودي خالد عبد الرحمن، والفنان التونسي صابر الرباعي، والثلاثي اللبناني وائل كفوري ونجوى كرم وراغب علامة. كما تميّزت "فرقة النادي الأهلي للفلكلور الشركسي، بتقديمها أمسية فنية جماهيرية، عكست فيه تراثها وفلكلورها من خلال اللوحات الراقصة التي قدمتها الفرقة.