شعر: قيس الطه قوقزة
شاعر أردني
إِلى الطِّيب صَالِح كاتبًا وإِنْسَانًا...
مِنْ (حارَةِ الفُقَرَاءِ) أَسْرَجَ خَيْلَـهُ
فَغَدًا سَيَجْتَمِعُ الأَحِبَّــةُ حوْلَــــــهُ
وَغَـــدًا سَيَأْتِي والظِّبـــاءُ وَحيْدَةٌ
تَعْـــدُو عَلَى تَعـبٍ لِتَتْبَعَ ظِلَّــــهُ
وَغَدًا سَيَكْبُرُ ذَلِكَ الطَّفـلُ الَّـذي
حَمَـلَ الريِّاحَ لِكَي يُلَمْلِمَ شَــمْلَهُ
يَمْشِـــي خَفِيفًــا وَالمَرَايَا تَقْتَفِـي
أَثَرَ الأَحِبَّــةِ حَيثُ أَوقَفَ رَحْلَـهُ
فِي غَفْلَةٍ عَنْ هَدْأَةِ النَّايِ الأَخِيرِ
يُحَاوِلُ الوَاشُــــونَ دَوْمًا عَذْلَـهُ
وبِشُــــرْفَةِ التُّفَّــاحِ فـي العَــهْدِ
القَديمِ تُوَسْوِسُ امْرَأَةٌ لَهُ لِتُزِلَّـهُ
لكِنَّهُ لَمْ يَنْسَ أَنَّ الأَرْضَ لِلْمَوتَى
فَلَــمْ يَهْبِــطْ لِيَخْصِـفَ نَخْلَــــــهُ
وَكَعَــادَةِ (العَرَبِيِّ) لَا يَدْنُو لِبَابٍ
لَيْسَ يُعْنِيــــهِ... لِيَخْلَـعَ نَعْلَــــــهُ
لَمْ تُنْجِبِ الصَّحْرَاءُ مِثْلَـهُ عَاشِقًا
كَي تَعْكِـسَ المرْآةُ شَكْـلًا مِثْلَـــهُ
مُتَفَـرِّدٌ كَالنِّيــلِ يَعْرِفُ دَرْبَـــــــهُ
لِلْبَـــحْرِ، فَالمِفْتَاحُ يَعْرِفُ قِفْلَـــــهُ
غَــرَفَ الكَـلَامَ مُعَطـَّرًا وَمُعَتَّـقًا
وَرَمَــى إِلَى جُبِّ الحَقِيقَةِ حَبْلَــهُ
وَتَمَسَّـــــكَ النَّاجُـونَ فِيْـهِ لِأَنَّـــهُ
قَدْ صَـانَ في زَمَنِ الغِوَايَةِ عَقْلَهُ
* * *
بِأَصَــابِعِ الوَقْـتِ ارتدى أَحْلَامَـهُ
كـي يَسْــتَرِدَّ مِنَ الخَرِيفِ مَحَلَّـهُ
حَرَسَ الجِهَاتِ السِّتَ حِيْنَ تَعَثَّرَتْ
أَقْـدَامُ مَنْ تَرَكُــــوا الغَـرَامَ وَطَلَّـهُ
فَغَـدًا سَيَكْبُرُ في السَّـنَابِلِ مَوْعِـدًا
لِيُضِيءَ في زَمَـنِ المَتَاهَةِ حَقْلَــهُ
وَسَيَعْرِفُ العُصْفُـورُ أَنَّ بِغُصْنِـهِ
حُرِّيَّـــةً... كانَتْ تُـوَازِنُ حِمْلَــــهُ
وسَيَعْرِفُ المَاضُــونَ أَنَّ سَـماءَهُ
الزَّرقـــاءُ تَعْشَقُهُ وَتَرجُـو وَصْلَـهُ
وَيَظَــلُّ هَذَا الكَــــونُ فـي نَفْــــسِ
المَشَـاهِدِ دائِمًا مُسْتَنْسِخًا مَا قَبْـلَـهُ
وَسَيَلْتَقِي الطِّــفْلُ الرَّضِيـعُ بِأُمِّـــهِ
وَيُحَـــاوِلُ الغُرَبَـاءُ دَوْمًا قَتْلَــــــهُ
وَلِكَـي يُصَادِفَ مَوْسِـمًا مِنْ هِجْرَةٍ
أُخْرَى لِيَخْتِـمَ فِي الرِّوَايَةِ فَصْلَـــهُ
لَا بُـدَّ أَن يَمْشِــــي الشَّـــــمَالُ إِلـى
الجَنُـوبِ وَيَلْتَقِيْـــهِ لِكَي يُعَدِّلَ مَيْلَـهُ