محمود عبد الصمد زكريا
شاعر مصري
ألا ليتَ هذا الذي
كان يرقصُ تحتَ المطرْ.
يعودُ إليَّ..
ألا ليتهُ في دمي يستعرْ.
جموحُ المشاعرِ في داخلي
سوف يحدو خُطايَ..
يطِنُّ كما النحلِ فوق الزهورِ
ويقطفُ من كل ليلٍ قمرْ.
( 2 )
رحيلٌ هو الشِعرُ نحو الطفولةِ
نحو البكارةِ..
نحو صفاء النقاءِ.
وفي حضنِهِ الرحبِ أرقى
لأنقى سماء ارتقائي.
أنا راحلٌ للبراءةِ
حيثُ البراءةُ داري..
وناري..
وستري
– ولو تعلمونَ –
وعاري!
غِنائي عنائي
وأندسُّ كالحدسٍ
في هذيانِ انتشائي.
أنا راحلٌ منذ أوَّل سطرٍ
وأوقنُ..
لن تنتهي رحلتي
بلقاءِ.!!
( 3 )
الحُلمُ الطفلُ يشُبُّ
يهُبُّ..
ويكسِرُ ثأثأةَ التنهيدِ...
الحُلمُ الناهدُ
يضحى عيداً.. ومواعيد..
فهل آنَ أوانٌ يتفجَّرُ بين يديه
ومن رئتيه اليمُ...؟!
وهل حقاً آنَ أوانُ الصحوةِ
من هذا الوهمِ/ الهمِ..؟!
هل آنَ لهذا الحُلمُ الناهدُ
أن يتدفقَ في شريانِ العالم
مثلُ الدمْ.؟!
هل آنَ ليدنو من أفقٍ تاهَ
لكي يهديه؟!
هل آنَ لكي تتفتَّحَ أصدافٌ
كقوارب، وتغامرُ فيه.؟!
الصحوةُ نافذةٌ للحُلمِ
والحُلمُ فسيحٌ يتفرَّسُ في التكوين ِ
ويأبى أن ينصاعَ لعصفِ الريحِ
وعاصفةِ التلوينِ
لينزعَ شوكةَ خوفٍ
تمتدُّ من الرأسِ إلى الكعبينِ
ويرسمُ فوقَ جبينِ الكونِ بيوتاً
يسكنُ فيها الحبُّ؛ ويأمنُ..
الصحوةُ – يا سادةُ – غامرةٌ
والأجملُ..
أن يحملَ هذا الحُلمُ مفاتيحَ
ليفتح أبواباً؛ ونوافذَ
ويقود الماءَ إلى الصحراءِ..
يقود النورَ إلى الديجورِ..
يسوسُ.. يسوسنُ رائحةَ الدنيا
يمزجُ عِطرَ الكونِ
بعطرِ الحُلمْ.
( 4 )
قرأتُ الهواءَ الذي يتحشرجُ
في حلقِ مَنْ يحبسونَ الغِناءْ.
وياما كتبتُ..
وياما محوتُ..
وياما خرستُ..
وياما شدوتُ..
فحين تجيء أميرةُ قلبي
يطاولُ حرفي عنانَ السماءْ.
وحين تغيبُ
يغيبُ الغِناءْ.
أنا مَنْ رسمتُ الطيوفَ حروفاً
ورجعُ قصيدي
حريقٌ.. وماءْ.
..........................