شعر: محمد سمحان
شاعر أردني
كالشَّمْسِ إذْ طَوَتْ النَّهَــــارَ أفُـولا
فَهَــوَتْ وَمــــا أبْقَــتْ لَدَيْــهِ فُلُـــولا
وَذَوَتْ وراءَ الأفْقِ تَسْــحَبُ ذَيْلَهَا
وَتَرَنَّــحَتْ عِنْـــدَ الْغُرُوبِ ذُبُـــــولا
فَمَشى الظَّــلامُ إلى الْعُيـــُونِ كأنَّه
لَيْـــلٌ تغشّــــى أنْفُسَـــــًا وَعُقُـــــولا
لَمَّــا نُعِيــتَ إلَيَّ غَـادَرَنِي النُّــهَى
فَغَدَوْتُ عنْ سُــــنَنِ الوُجُــودِ جَهُولا
لا لمْ تَمُــتْ بَلْ أنْــتَ حَيٌّ خَـــالِدٌ
وَنَسِــــيتُ مَنْ أبْلَى الْقُرُونَ الأولَـى
وَنَسِــيتُ أنَّ الْمَوْتَ سَيْـفٌ قَــاطِعٌ
سَــيَظَـلُ فـَوْقَ رِقَــابِنَـــا مَسْـــــلُولا
لَكِنَّــهُ هَــــوْلُ الْفَجِيــــعَةِ هــــدَّني
فَهَوَيْتُ مِنْ خَوْفِـــي عَلَيْــكَ ذُهُــولا
وَعَلى غَرِيـرَينِ اعْتَنَقْتَ رِضَاهُمَا
وَظَلَلْـتَ فِي مَا يَرْغَبَـــــانِ ذَلُـــــولا
مَاذا عليْــكَ لوْ انتَظَــرْتَ لِيَكْبُـــرَا
ولِمَنْ تَرَكْــــــــتَ مُحَــمَّـدًا وبَتــُولا
وَعَــلامَ تَرْحَلُ يَا حَبِيـــبِي هَـــكَذَا
كالزَّهْــــرِ في عِزِّ الرَّبِيــــعِ عَجُولا
مَـا كُنْـتُ أدْري قَبْـلَ مَوْتِــكَ أنَّـنِي
أُحْــيِي بِمَـوْتِــكَ شَـــــامِتَـا وَعَـذُولا
وَبِأنّ فَقْـــدَكَ كَـــانَ فَــوْقَ تَحَمُّــلي
فِي غَيْرِ أرْضِـــكَ صَاعِقَا وَمَهُـــولا
قَالُــوا تَقَبَّـــلْ مَا ابْتُلِيــتَ بِهِ وَقُـــلْ
يَا ربُّ زِدْنِـــــي في الْبَـلاءِ قَبُــولا
وَاصْبِــرْ فَإنَّ اللهَ بَالِـــــغُ أَمْــــــرِهِ
وَقَضَــــــاؤُهُ عَمَّ الْعِبَــــادَ شُــمُـولا
فَأجَبْتُهُـــم إنِّي قَبِلْــتُ بِمَـــا جَــرَى
والصبرُ قَدْ بزَّ الْجِمَــــــالَ حُمُــولا
لَكِـنَّ فِي عَيـْنَيَّ مِنْ سُــحُبِ الأسَـى
دَمْعــــًا يَزِيدُ مَعَ الزَّمَــــانِ هُطُولا
وَأنَا أمَــامَ النَّـــاسِ أبْـــــدُو مِثْلَـــهُم
لكِــنْ أعِيـشُ بِوِحْدَتــي مَقْتُــــــولا
أبْكِيـكَ أمْ أبْكِـي الْحَيَـاةَ وقَـد غَــدَتْ
مُنْـــذُ ارْتَحَلْــتَ خَرَائِبَــًا وَطُــلُولا