شعر: نزيه القسوس
شاعر أردني
هي من عجائب دهرها وزمانهـا
هــي درةُ الآثـــــارِ في بنيـــانهــا
هي تحفةٌ لا مثلها في عصرنــــا
هــي قمـــةُ الإبـداعِ في أركـانهــا
منحوتةٌ في الصخرِ كم لونٍ لــــه
تتآلــــفُ الألـــــوانُ في لمعانهــــا
فالفـــــنُّ هـــــذا لا يُصدَّقُ أنـــه
مــــن صـنع بدوٍ رحّلٍ ســكّانهــــا
فبيوتُهـــا وقبورهــا وصروحُها
أعجوبــــةُ الإبــــداعِ في عمرانهــا
وسقوفهـــــا لـــوحات فن رائعٍ
متنــــاسق الأشكــــالِ في ألوانهــا
في سيقهــــا قنواتُ ماءٍ لم تزل
ليلًا نهـــــارًا وهي في جريانهــــا
والسيقُ حصنٌ كي يصدَّ مَن اعتدوا
من خارج الأمصار أو جيرانهـــــا
وإذا نظرت لخــــــزنةٍ فستنحني
لجلال فـــــن النحت في عمدانهـــا
مَن ذا يصدِّقُ أنهــــــــا منحوتةٌ
مـــــن صخـــرةٍ عملاقـــةٍ بمكانهــا
أدواتهـــــم أعجوبةٌ في صنعها
من إنسها النحّــــات أم من جانهــــا
والديرُ يروي قصّةَ المجدِ الذي
كانت بـــــــــه بتراؤنــــــا بزمانهـا
أمّا القضاءُ مكانـــــــه أعجوبةٌ
في الفــــــنِّ والإبداعِ من إنسانهـــا
وتحس أنـــك إن دخلت لموقعٍ
قــــــد تسمعُ الأنبــــاطَ من سكانهــا
يتحدثون إليـــك عن تاريخهـم
وعن الــــرجال الشمِّ مـن شجعانهـا
هذي هي البتراءُ ما زالت هنا
فكأنهــــا في مجدهـــــــا وزمانهـــــا
هي قصةُ الإبداعِ في تاريخنـا
هي تحفــــةُ العمـــرانِ فــــي أركانها